أسباب لقتل كل ستيفان

أثناء مشاهدتي لفيلم Maleficent كرهت ستيفان من اللحظة الأولى، منذ أن كان طفلاً، فكل سمات الأوغاد الذين يخدعون النساء تبدو عليه، ولكن ميلفسانت بالطبع لم تكن تدري هذا، فكيف تعلم وهي الطفلة التي لم تلوث من قبل ولم تتعرف على مكر الرجال الذين يظهرون عكس ما يبطنون.

في النهاية يموت ستيفان، وكانت هذه من اللحظات السعيدة لي خلال هذا الفيلم، وسوف أسرد لكم الآن لمَ كان يجب أن يموت ستيفان؟

في عيد ميلاد ميلفسانت السادس عشر أهداها ستيفان هدية، وهي قبلة الحب الحقيقي، ثم يختفي بعد ذلك لتأخذه الحياة بين البشر بعيدًا عن عالم الجنيات النظيف الذي لا يحتوي ما يكفي لمطامعه، وتربط هي ما بين ما سماه قبلة الحب الحقيقي والخديعة والترك والهجران، ليتشوّه لديها معنى الحب للأبد.

بعد ذلك تمر السنوات وتعتاد هي على حياتها من دونه وتنسى انتظاره مثلما كانت تفعل من قبل، تنضج وتصبح سيدة صغيرة وملكة على مملكتها تحسن الدفاع عنها في الأزمات، وتقدّر ذاتها وقدراتها وتفتخر بأجنحتها الكبيرة سر قوتها، إلى أن تقابل ستيفان مرة أخرى، هذه المرة هو لم يأتِ للهو أو لتقضية بعض الوقت مع هذه الجنية الحسناء ثم يتركها بدون اهتمام بمشاعرها، بل جاء ليحصل على القوة والنفوذ في عالمه عن طريق قتلها، كان يعلم أن أهم نقطة ضعف لديها ثقتها به واستغل هذه الثقة ليعيد العلاقة المنسية بينهما، وحين تسلم وينتهي العتاب لا يقوى على قتلها، ولكن يفعل ما هو أسوأ، يقوم بقص أجنحتها.

قص أجنحة ميلفسانت لم يجرحها فقط، لكن قتل ثقتها في الحب والخير، أشعرها أنها الجانية على نفسها بثقتها في شخص لا يستحق، لتتحول من الجنية الرقيقة إلى الملكة الشريرة، والتي تقرر الانتقام من حبيبها بلعن ابنته أورورا صاحبة قصة الأميرة النائمة.

كما في القصة الأصلية يقرر الملك أن يرسل ابنته للغابة للاختباء حتى تنتهي اللعنة، ولكن هذه المرة لا يجلس الملك بعدها قلقًا على ابنته، بل ينساها تقريبًا، ليعدّ العدة لانتقام ميلفسانت المتوقع، وللمرة الثانية يستغل نقطة ضعف عرفها منذ كان يلقاها في الغابة صبيًا.

في الجزء الأخير في الفيلم وجدت سببًا آخر لكراهية ستيفان، في البداية نعتقد أن هدفه من كل هذه الإعدادات الانتقام للعنة ابنته وحمايتها من الملكة الشريرة، لكن حين تعود ابنته إليه نجده لا يرحب حتى بها، لقد نسيها في زحمة بحثه عن الانتقام وخوفه من حبه القديم الذي انقلب بعداوة، كان من الممكن أن أغفر له محاربة ميلفسانت للدفاع عن ابنته أو للانتقام لها، لكنه كالمعتاد يعتقد أن العالم كله يدور من حوله.

وحين أتت اللحظة التي يجب أن تختار فيها ابنته بينه وبين الساحرة الشريرة، اختارت الساحرة الشريرة، اختارتها لأنها من أعطتها الحنان والأهتمام رغم أنها من لعنتها، في حين أن الأب -الذي من المفترض أن يأخذ موقع الحامي لها- لم يكن يحمي سوى نفسه فقط.

كنت سعيدة بقتل ستيفان في النهاية، ولكن للأسف في الحياة الواقعية هناك الكثير من الرجال مثله، لكن خيار القتل هنا غير متاح، لذلك يجب أن لا نتعامل مع العالم ببراءة الجنية الصغيرة التي لا تتوقع الشر من الآخرين، وأن نحذر أمثاله ممن يأخذون ثقتنا ومحبتنا ليقصوا بها أجنحتنا.
للمقال الاصلي: أسباب لقتل كل ستيفان