بضع ساعات فى يوم ما .. رواية هل سيذكرها التاريخ بالخير أم بالشر


بضع ساعات فى يوم ما .. رواية هل سيذكرها التاريخ بالخير أم بالشر

فى سؤال لكاتب الشباب الشهير د.أحمد خالد توفيق عن سبب عدم تضمينه فى سلسلته ماوراء الطبيعة قصص عن الجن وباقى أمور ماوراء الطبيعة ذات الطابع العربى وإتجاهه للأساطير الغربية بشكل أكبر قال إنه يهدف بذلك لعدم تكريس فكر معين أو تعزيزه لأن تلك الأمور بالنسبة لمجتمعنا العربى من السهل تصديقها وبالتالى هو يقوم بغرس أساطير من الممكن أن تكون خاطئة بصورة أكبر فى وجدان قرائه ..
تعجبت لهذا الإجابة وقتها وأعجبت بها وأنزوت فى إحدى أركان ذاكرتى حتى تذكرتها اليوم بعد أن أنتهيت من قراءة رواية بضع ساعات فى يوم ما و هى للكاتب الشاب محمد صادق الذى له روايتين أخريتين إحداهما فائقة الشهرة ولها مكانة طيبة لدى الشباب و هى هيبتا ..
ما جعلنى أتذكر العبارة هو أن الرواية بها الكثير من الأشياء التى أراها مضرة جداُ للمجتمع خصوصاُ إنها قد تكون متواجدة بطريقة أو بأخرى لكن الكتابة عنها بهذه الطريقة قد يعنى تكريسها وتعزيزها وجعلها شئ طبيعى من الممكن أن يحدث رغم أنها فى حقيقة الأمر أشياء ممقوته ..
مثل الفتاه التى قررت التمرد عن كل الخضوع و الظلم و المشاكل فى مجتمعها وذلك عن طريقة محاربة صفحة إلحادية على موقع الفيس بوك ولكن لكون إحد أقاربها ذو سلطان و لتعرضها لمقالات سياسيه فى عملها ذلك قام بمسح كل ماقامت به فشعرت بالأحباط فماذا كان رد فعل الفتاة فى الرواية ؟
رد فعل الفتاه كان الإنضمام إلى هذه الصفحة التى كانت تحاربها !!!!
أعتقد أنه كان هناك الكثير من الحلول أمام الكاتب ليعبر بها عن إحباط الفتاه من مجتمعها ،ولكن الإلتحاق بصفحة إلحادية لإنها محبطة من مجتمعها هو رد فعل غير منطقى تماماً لايقوم به شخص عاقل سواء فى الحقيقة او فى الخيال وليس فعل التمرد الذى كان من المفترض ان يلجأ إليه الكاتب فالإلحاد ليس هو الحل على ما أعتقد ..
موقف أخر غير منطقى ،فتاه مرتبطة بفتى ولكن يريد إجبارها على إرتداء الحجاب وهى لا ترغب فى ذلك فماذا كان رد فعل الفتاه ؟
هو إتجاهها للإنحلال مع اول شاب تصادفه !!!
هل التمرد على قيود المجتمع يكون بالتخلص من بقايا الأخلاق و الحياء والدين ؟؟
أعتقد أن الفكرة التى كان الكاتب كان يريد أن يوصلها للقراء هى المعاناه والكبت الذى يتعرض له الشباب فى الوطن العربى سواء من المجتمع أو من الدولة أو حتى من الأهل ، ولكن يجب مراعاة عدة أمور عند فعل ذلك ..
أولا: فى أى رواية أو قصة أو أى عمل فنى يجب مراعاة الواقعية و المنطقية فى تصرفات الأبطال فلكل فعل رد فعل لكن فى حدود المعقول والمتوقع ،فقيام الأبطال بأفعال يصعب تخيلها أو إستساغتها يؤدى إلى إصابة العمل بالهشاشة ..
ثانيا:يجب أن يكون هناك خطوط وهمية أو نوع من الرقابة يقوم الكاتب بإقامتها بنفسه تقيه من الوقوع فى فخ كتابة أشياء قد تؤدى إلى نتائج إجتماعية ويبلة على المدى الطويل مع مراعاة أن اغلب قرائه من الشباب الصغير الذى قد يتأثر بما يكتبه ويعتبره شئ عادى أبطال الروايات الذين بنفس ظروفه يقومون به طوال الوقت فلم لا يفعل مثلهم؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق