علياء طلعت تكتب : فتاة وحيدة .. إذاً متهمة

علياء طلعت تكتب : فتاة وحيدة .. إذاً متهمة
منذ أيام وخلال رحلة إلى أحدى المدن الساحلية المصرية ، جلست بجوار عائلتى فى الحافلة فتاة سمراء ووحيدة ، ما لفت نظرى لها فى البداية شالها الملون الجذاب الذى تمنيت أن أصنع لنفسى مثله ثم أنشغلت عنها إلى أن وصلنا إلى إحدى نقاط التفتيش على الطريق ليصعد إلينا أحد أفراد الشرطة للتدقيق فى أوراقنا ..
عملية التدقيق على سخفها لم تأخذ سوي بضعة دقائق حتى وصل إلى جارتي فى المقعد ، وسألها لماذا تذهبين إلى دهب ؟
هذا السؤال لم يوجه إلى أى شخص أخر فى الحافلة ، خصوصاً وأن الرحلة تابعة لشركة سياحة ومعروف أن هدفها الإستجمام ومعه كل البيانات الخاصة بالفندق وأسماء الركاب ..
ورغم أن الحافلة كان بها شباب ايضاً بدون ذويهم إلا أن أحد لم يلتفت لهم ويسألهم إلى أين ذاهبين و لماذا ؟
الفتاة كان معها أوراق ثبوتيه مثل أى شخص أخر ، دفعت ثمن رحلتها والتى قد تكون كسبته من عملها كأى راكب أخر ، ترتدى ثياب محترمه ،وهادئة لم تضايق أحد ، لكن المجتمع قرر أن يحاكمها لإنها قررت أن تذهب لتستمتع بوقتها وحيدة ..
هذا السؤال إتهام للفتاة ،كيف تقوم بأى نشاط وحيدة ؟ لماذا ليست بصحبة أب أو أم أو زوج ، كما لو أن البنت المصرية فى حاجة دوماً لمجموعة من البشر حولها حتى يستطيع المجتمع أن يتقبلها ..
تعريف البنت لازال فى نظر مجتمعنا يجب أن يكون فى شكل إجتماعى معين زوجة / إبنة لكن كإنسانة مستقلة من حقها أن تختار وجهتها وتذهب إليها وحيدة هذا يعنى أن هناك شئ خطأ تستحق هى عليه أن تحتمل سخافات البشر ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق