Rocky من منا لم يتمنَّ أن يصبح روكي؟

علياء طلعت – التقرير

يختلف تأثير أي فيلم من مشاهد لآخر، بل يختلف للمشاهد نفسه من وقت لآخر، ومجموعة أفلام (روكي) خير مثال على ذلك، فالبعض قد يعتبرها أفلامًا رياضية مسلية والبعض الآخر يعتبرها سلسلة من أكثر الأفلام إلهامًا.

رحلة صعود (روكي) من الحضيض وحتى القمة، وسعيه الدائم للحفاظ على ماوصل إليه، ويكفي كمثال الفيلم السادس والأخير، قادر على بث روح التحدي والمثابرة في قلب أي شخص.

(سلفتسر ستالون) البطل والمؤلف والمخرج لبعض الأجزاء، يتشابه مع (روكي) في رحلة الكفاح ذاتها، فقبل أن يلمع نجمه في عالم السينما كان يعيش في فقر مدقع.

كتب الجزء الأول من السلسلة وعرضه على الكثير من المنتجين فكان يلقى قبولًا فوريًا بشرط ألا يقوم هو بالبطولة، لكنه أصر على تحقيق حلمه كاملًا دون نقصان، لتصبح هذه السلسلة هي البداية الحقيقة (لسلفستر).

روكي (1) 1976

يبدأ الفيلم (بروكي) الفتى الفقير، الذي يلاكم في المسابقات المحلية ومباريات تقام من أجل المراهنات، يكاد يبلغ الثلاثين من عمره مما يعني في مجال رياضة الملاكمة أن ليس أمامه الكثير من الوقت.

كان لايحلم بمستقبل أفضل ولا يرغب إلا في أن يحصل على حياة عادية هادئة وإعجاب (أدريان) العاملة في محل الحيوانات الأليفة وأخت صديقه (بولي).

تنقلب الأحداث رأسًا على عقب بسبب (أبوللو كريد)، الحائز على لقب بطولة العالم ولا يرغب اللاعبون الآخرون في منازلته، مما يعني خسارة مالية كبيرة سيتكبدها؛ لذلك يتفتق ذهنه عن فكرة عبقرية تجلب له الكثير من المال والدعايا  المجانية له كذلك كراعٍ للموهوبين، يقرر (أبوللو) اختيار أحد اللاعبين المغمورين ومنازلته فى مباراة استعراضية ويقع اختياره على الحصان الإيطالي (روكي بالبوا).

أول ما قد يتبادر لذهن المشاهد أن (روكي) سيجن فرحًا بهذه الفرصة، ولكن الذي حدث هو العكس تمامًا، لقد رفض النزال مرة بعد الأخرى بكل إصرار، كان فاقد الثقة بقدراته، يشعر أن هذا النزال سيجلب عليه ليس فقط هزيمة فادحة بل قد يؤدي إلى قتله، ولكن بعد الضغط الإعلامى وإصرار (أبوللو) يرضخ (روكي) ويقبل الاشتراك في المباراة.

إحدى العلاقات الهامة التي يتنناولها الفيلم، علاقة (روكي) بالمدرب والملاكم السابق العجوز(ميكي)، الذي رفض تدريبه في مباريات المراهنات وتعمد توبيخه دومًا لكن بعد تحدي (أبوللو) يطلب منه هو أن يدربه، (ميكي) دومًا كان يرى فيه الكثير من الإمكانيات والمهارات غير المستغلة مما كان يغضبه، ورأى أن هذه هي الفرصة الوحيدة التي قد تتاح (لروكي) ليثبت نفسه أمام العالم.

مشاهد التدريب في جميع أفلام السلسلة من أروع المشاهد على الإطلاق، الإرداة حين يستجيب لها الجسد ليحطم أرقامه القياسية الواحدة تلو الأخرى، ويصبح (روكي) مستعدًا للمباراة في حين أن (أبوللو) يتعامل مع النزال باستخفاف لتأتي لحظة الحقيقة ويرن جرس المباراة.

علم (روكي) قبل المباراة أنه لا يستطيع هزيمة خصمه بالضربة القاضية، فكان هدفة أن يثبت أنه كفء للنزال وليس الدمية التي أحضرها للاستعراض.

ثبت أمام خصمه طوال الخمس عشرة جولة، جُرح، وكُسرت أنفه واحتمل الكثير من الألم وفعل المثل وأكثر في خصمه الذي تفاجأ من قوته وثباته، لينتهي النزال بفوز (أبوللو) بفارق النقاط، وهو يعتبر فوزًا هزيلًا في عالم الملاكمة خصوصًا في مباراة بين بطل العالم وهاوٍ.

أما عن هزيمة (روكس) فقد كانت بطعم الانتصار، فما من ملاكم استطاع الصمود أمام بطل العالم لهذه المدة، وتعرف العالم في هذا اليوم على بطله الجديد غير المتوج.

حصد هذا الفيلم العديد من الجوائز وأحدث ضجة في الأوساط السينمائية، وفاز بثلاث جوائز أوسكار، وترشح (سيلفستر ستالون) لجائزة أفضل ممثل في دور رئيس وجائزة أفضل كاتب، ولكن لم يفز بأي منهما.

روكي (2) 1979

تم إنتاج هذا الجزء وهو من تأليف وإخراج (سيلفستر ستالون) بعد الجزء الأول بثلاث سنوات، لكن الأحداث تبدأ ما أن يدق جرس النهاية للمباراة الشهيرة مابين (روكي) و(أبوللو).

كانت رغبة (روكي) الأولى في التأكد من أن (أبوللو) لعب المباراة بكامل قوته حتى النهاية، حتى يستطيع الاستمتاع بالنجاح الذي أحرزه رغم هزيمته.

وبالطبع، بعد المباراة أصبح نجم الملاكمة الأول ورغم أن الطريق صار ممهدًا أمامه ليحترف هذه اللعبة إلا أنه قرر الاعتزال، ليتزوج حبيبته أدريان ويحصل على الحياة الهادئة البسيطة التي طالما تمناها.

وبالفعل، حصل على ما أراد، تزوج من حبيته، اشترى منزلًا صغيرًا وسيارة، ولكن الأموال التي حصل عليها من مباراته كانت تتضائل سريعًا، فحاول أن يبحث عن وظيفة أخرى من دون جدوى واكتشف أنه ليس مؤهلًا لشيء سوى القتال.

أما عن (أبوللو) فكان يعاني من فشله وهزيمته المعنوية أمام (روكي)، لايرغب في شيء قدر إعادة النزال بينهما، ورغم نصائح كل المقربين له بأن يترك هذا الماضي ويركز على مستقبله إلا أن شكوكه حول قدراته وغضبه جعلاه يتحدى (روكي) ليرفض الأخير، لكن (أبوللو) يبالغ في إهانته حتى يقبل.

خلال الفترة بين النزالين، قضى (أبوللو) أغلب وقته في الحقد على (روكي) والتدرب لهزيمته، بينما (روكي) فعل العديد من الأشياء ليس من بينها التدرب على القتال، لتبدأ من جديد رحلة التدريب مع (ميكي) العجوز، لكن هذه المرة بأساليب مختلفة ومهارات جديدة.

ويدق جرس المباراة بين الخصمين اللدودين، ومثل المباراة الأولى كانت هذه أيضًا حامية الوطيس، حافلة بالغضب والضغط النفسي الذي عاشه اللاعبان، لكن هذه المرة تنتهي المباراة بفوز (روكي) الساحق بالضربة القاضية ليصبح بطل العالم للمرة الأولى.

روكي (3)1982

تمر ثلاث سنوات بين أحداث الجزء الثاني والثالث، حافظ خلالها (روكي) على لقبه، وأصبح الشاب الفقير في وضع مختلف تمامًا ماديًا واجتماعيًا، لكن في خضم هذه النقلة الكبيرة فقد الروح القتالية التي كانت تميزه، ليقرر في النهاية بناء على نصيحة زوجته ومدربه أن يعتزل القتال.

يعترض على قراره هذه المرة الملاكم الأسمر (كلابر لانج)، الذي يرى (روكي) ليس كزميل له في نفس الرياضة يسعى لأن يهزمه بل يعتبره عدوًا يجب أن يسحقه، عمل على إعداد نفسه لهزيمة روكي لفترة طويلة؛ لذا أعلن الأخير عن اعتزاله، جن جنونه وتحداه علانية وعندما رفض (روكي) أهانه وأهان زوجته وجعل من الموافقة على التحدي لا مفر منها.

كان كلابر يتدرب لوقت طويل لهذه المباراة، في حين أن روكي لعب مباريات سهلة ولا يتدرب بجدية، يمتلئ ثقة بنفسه أي في ذات الوضع الذي كان (أبوللو) به حين نازله لأول مرة مستخفًا بإمكانيات (روكي).

قبل المباراة، حدثت مشادة في غرف الملابس بين اللاعبين أدت إلى إصابة (ميكي) بأزمة قلبية، ليدخل (روكي) الحلبة وهو مشتت الذهن، قلق على مدربه وأبيه الروحي.

كانت النتيجة شبه محسومة، لاعب قوي وعنيف أمام لاعب لم يتدرب بصورة كافية ومشتت التفكير، لتنتهي المباراة بعد الضرب المبرح (لروكي) بهزيمة ساحقة ووفاة ميكي في حجرة تغير الملابس.

وجب على (روكي) أن يعيد النزال لينتقم لنفسه و(لميكي)، وفي ذات الوقت هو محبط بلا همة ويائس، ليأتي الحل هذه المرة على يد خصمة اللدود (أبوللو) الذي عرض عليه أن يقوم بتدريبه لينتقل هو و(روكي) و(أدريان) سويًا إلى مدينته والمكان الذي صعد منه ليصبح بطل العالم.

عالم الملاكمة مثل أي رياضة أخرى حافل بطرق اللعب والتدريب المختلفة، التي تعتمد على إمكانيات كل من اللاعب والمدرب، وفي خلال فترة التدريب كان هدف (أبوللو) أن يفاجئ (كلابر)(بروكي) مختلف، يلعب بطريقة مغايرة لطريقته المعتادة التي يعلم نقاط ضعفها.

فترة التدريب كانت في غاية التشويق وزادها إثارة أغنية (عيون النمر) التي ترشحت لجائزة الأوسكار، وعمل (أبوللو) ليس فقط على تدريب (روكي) بل أيضًا كسر حالة الإحباط واليأس الذي يعيشها الأخير منذ وفاة (ميكي).

ويدق جرس المباراة الثانية بين (روكي) و(كلابر)، ليفاجأ الأخير بقوة خصمة واحتمالة للضربات القاسية ورشاقته في تفادي اللكمات، لترجح كفة الانتصار لروكي هذه المرة ويستعيد لقبه كبطل العالم.

روكي (4) 1985

يبدأ هذا الفيلم بحياة مستقرة يحياها (روكي)وعائلته وصداقة قوية تجمعه (بأبوللو) لايعكر صفو هذا العالم المثالي سوى وصول الملاكم الروسي (دراجو) والذي تحدى (روكي) في مباراة استعراضية بهدف تحسين العلاقات الروسية-الأمريكية التي كان يشوبها التوتر في هذه الفترة قبل حل الاتحاد السوفيتي.

قبل أن يعلن (روكي) قبوله أو رفضه، يتحدى (أبوللو) اللاعب رغم عدم ممارسته للعبة منذ سنوات إلا أنه يعتمد على مباريات قديمة شاهدها للروسي كانت مهاراته فيها ليست بهذه الصورة ولا القوة التي يروج لها مدرب الأخير.

لم يستطع (روكي) سوى دعم صديقه في قراره، بالرغم من عدم موافقته خصوصًا بعد الإشاعات المتناثرة حول تعاطي (درجوا) المنشطات وأدوية أخرى لتزيد قوته.

تبدأ مباراة من جانب واحد يأخذ (روكي) فيها موقع المدرب (لأبوللو)، (دراجو) لا يكاد يشعر باللكمات في حين أن (أبوللو) لا يستطيع أن يقي نفسه من الضربات المتتالية لتنتهي المباراة المأسوية بموت (أبوللو) بلكمة قاتلة.

حزن (روكي) على صديقه كان لا يضاهى، مما دفعه إلى تحدي اللاعب للقتال على أرضه هو في روسيا، في مباراة أشبه ما تكون بالانتحار.

يسافر إلى روسيا ليتدرب وحيدًا بعد فقده لمدربيه، ولأول مرة من دون دعم زوجته.

مرحلة التدرب في هذا الجزء من السلسلة كانت في ظروف مختلفة، دون مدرب، دون أجهزة رياضية، اعتمد خلالها روكي على وسائل استوحاها من الطبيعة في الغابات الروسية المثلجة.

وتبدأ المباراة بين اللاعب الأمريكي وخصمه الروسي في ظل جو عدائي من الجماهير المتحمسة للاعبها الذي لا يُقهر، اعتمد روكي خلالها على إغضاب خصمه واحتمال ضرباته لينهال عليه باللكمات من حيث لا يتوقع، وتنتهي المباراة العصيبة بفوز (روكي) على أرض الأعداء، في مباراة ليست بين لاعب ولاعب قدر ما هي بين بلد وبلد في إشارة سياسية لا يمكن إغفالها.

روكي (5) 1990

 

يعاني (روكي) بعد عودته من روسيا من أعراض مرضية بسبب اللكمات التي تلقاها من العملاق الروسي (دراجو)، ويحذره الأطباء من الملاكمة مرة أخرى وإلا قد يصاب بضرر دائم في المخ فيقرر اعتزال القتال رغمًا عن إرادته هذه المرة.

وأثناء هذه الأحداث يفقد كل أمواله بسبب خطأ ارتكبه أخو زوجته (بولي)، ليعود (روكي) مرة أخرى صفر اليدين والأسوأ بدون القدرة على اللعب ليحسن من وضعه مرة أخرى.

باع كل ممتلكاته ولم يبق له سوى منزل صغير في حيه القديم الذي بدأ منه، كانت نقلة قاسية من قمة الرفاهية إلى الفقر المدقع وأكثر من عانى هو ابن روكي الذي انتقل من العالم المثالي والمدرسة الخاصة إلى المدرسة العامة التي أغلب طلبتها يمارسون البلطجة على بعضهم البعض.

لم يعد (لروكي) مصدر دخل سوى صالة التدريب التي تركها له (ميكي) ليفتتحها من جديد متذكرًا رحلتهم سويًا.

نتعرف خلال هذه الجزء على شخصيتين مؤثرتين في الأحداث، الأول (دوق) منظم المباريات الثري الذي يحاول أن يدفع (روكي) للقتال للمرة الأخيرة، ويغريه بكل الوسائل ليرفض (روكي) وعائلته عروضه، والشخصية الثانية (تومى جن) اللاعب المحلي الشاب الذي يتوق لجعل (روكي) مدربًاًله.

ويوافق (روكي) على تدريبه ليعطيه من وقته وخبرته ويشعر أنه يحيا معه علاقة مثل علاقته (بميكي) الراحل، ولكن هذا يأتي على حساب أسرته وابنه الذي يغضب من إهمال أبيه له واهتمامه (بتومي).

حصد الثنائي النجاح تلو النجاح، وبالفعل (تومي) كان على وشك الوصول إلى اللعب على اللقب إلا أن رأى (دوق) أن هذه العلاقة هي سبيله لإجبار (روكي) على العودة مرة أخرى للملاكمة.

استغل طموح الشاب وأقنعه يترك (روكي) على أن يساعده في الحصول على بطولة العالم، ليفوز بالفعل بها (تومي)، ورغم إنكار الأخير له إلا أن (روكي) كان في غاية الفخر بتلميذه الذي وصل إلى القمة.

ولكن، الجمهور لم يعامل (تومي) كبطل بل ظل ينظر له كصنيعة (روكي) مما تسبب في اشتعاله غضبًا وغيرة، وهي المشاعرالتي استغلها (دوق) لدفعه لتحدي (روكي)، وبالفعل يذهب إليه ليتحداه.

حاول (روكي) أن يهدئه وهو يرفض التحدي، مما أثار غضبه أكثر ليتحول التحدي للمباراة إلى قتال شوارع مليء بالعنف بدلًا من الالتزام بأصول لعبة الملاكمة، لتتفوق في النهاية الخبرة على الشباب الغاضب ويفوز (روكي) في مباراة غير رسمية أخيرة. 

روكي (6) 2006

 

الجزء الأخير من هذه السلسلة حيث نتعرف على كهولة كل من (روكي) و(سلفستر ستالون) لنشعر أنها قصة واحدة، المقاتل الذي اعتزل القتال والممثل الذي لم يعد يستطيع أن يؤدي أدوار الأكشن، ليثبت الاثنان أن السن ليس العامل الوحيد الذي يؤخذ في الاعتبار ويتحكم في حياة الإنسان، بل الأهم ثقته في نفسه وإرادته.

ترك (روكي) القتال منذ سنوات، واستغل شهرته في افتتاح مطعم باسم زوجته الراحلة أدريان، يحيا حياة هادئة وعلاقة غير مستقرة مع ابنه الذي ملّ العيش في ظل والده الشهير فحاول الابتعاد.

ورغم حياته الجيدة في مجملها إلا أنها لم تكن كافية بالنسبة لروح المقاتل التي تسكنه، والتي ترفض الاعتزال المبكر رغمًا عنه بأمر الأطباء، فيقرر أن يعود إلى القتال مرة أخرى في المباريات المحلية.

وعلى الجانب الآخر بطل العالم في الملاكمة (ماسون) يمر بأوقات عصيبة، فالجمهور يكرهه ويقارنه بنجوم الماضي العظماء أمثال (روكي بالبوا) و(أبوللو كريد).

فوجد الحل الأمثل لاكتساب بعض الشعبية في مباراة استعراضية بينه وبين البطل السابق (روكي)، وهو التحدي الذي قبله لأول مرة من دون تردد رغم استغراب الجيمع، فكيف لاعب بهذا السن الذي يبدأ فيه المرء يفكر في الأحفاد أن يقوم بقتال بطل العالم!

كان هذا القتال هو الأهم في حياة (روكي) الذي يستطيع أن يعتبرها بالفعل مباراة اعتزاله، لم تعنه الهزيمة أو الفوز في المباراة قدر أن يلعب ويقاتل بجدية لآخر مرة في حياته.

لتبدأ مرحلة التدريب،هذه المرة لم يعد روكي الشاب القادر على جري الأميال دون صعوبة، لكن اكتشف عيوب جسمه من زيادة في الوزن وضعف قدرته على الحركة السريعة بين القدمين مثلما كان يفعل في الماضي  وغيرها، وحاول التخلص منها بالمثابرة على المران حتى يصل إلى لياقة بدنية كافية.

قبل المباراة، البطل الشاب أخبره أنها مباراة استعراضية، وفي حالة أنه لم يغضبه أو يؤلمه يعده أن تكون الهزيمة سريعة دون إهانة، استخفافًا بموهبة البطل السابق وإمكانياته.

كان رد (روكي) في حلبة القتال، فمنذ أن بدأت المباراة حتى تفاجأ الجميع من اللكمات التي أخذ يكيلها لمنافسه الذي حاول الرد عليها باستخدام كل قدراته لتتحول المباراة الاستعراضية إلى نزال بين خصمين متكافئين في القوة والمهارات.

واستمرت المباراة مثل مباراة (روكي) الأولى بينه وبين (أبوللو) لخمس عشرة جولة كاملة، وانتهت بفارق النقاط، ومثلما كانت الهزيمة في المرة الأولى بطعم الانتصار كانت كذلك هذه المرة، (فمايسون) فاز بفارق نقطة واحدة على اللاعب العجوز الذي سخر منه.

ليعتزل روكي القتال للمرة الأخيرة بكامل إرادته الحرة، بعد ما أرضى المقاتل بداخله للأبد.

ينتهي آخر أجزاء السلسلة بمجموعة من اللقطات لمحبي سلفستر وروكي يجرون على السلم الذي كان يختم به تدريبه في الأجزاء المختلفة، الذي يعتبر رمزًا لإصراره ومثابرته على التدريب، لنشاهد كم شخصًا ألهمه هذا الفيلم وأثر به.

لينك المقال الاصلي: اضغط هنا