أفلام عربية أنصفت المرأة على غير العادة

السينما فى الوطن العربي صناعة رجالية بحته، فهم المؤلفون والمخرجون والأبطال غالبا، ماعدا بعض الحالات النادرة التى تؤكد القاعدة ولا تنفيها مثل فاتن حمامة وماجدة وسعاد حسني اللواتى كانت الأفلام تكتب فعلياً  من أجلهن.
اليوم نتحدث عن خمسة أفلام تعتبر علامات بارزة فى السينما العربية أنصفت المرأة بشكل أو بآخر وتستحق أن تشاهديها لتستمتعي بساعات من الفن الراقي و المتميز.

أنا حرة (١٩٥٩)
مقتبس من رواية لإحسان عبد القدوس الذى كثيراً ما كتب عن المرأة، البطلة أمينة تعيش مع عمتها وزوجها الذى يتحكم فى مصير الأسرة بقبضة من حديد، و يحرّم على أبنه تعلم الكمان لأن الموسيقي تساعد على فساد الأخلاق.
أمينة المتمردة بطبعها ترفض القيود التى يفرضها عليها المجتمع فى أشياء لاتري فيها خطأ أو عيب، ولكن لمجرد إنها التقاليد المتّبعة، وتبدأ طريق حريتها عندما تصرّ على الإلتحاق بالجامعة وهو مايرفضه زوج عمتها لتعود للحياة مع والدها المنفصل عن والدتها والذى يعطيها الحرية فى إتخاذ كل قرارتها بمفردها، لتتخرج من الجامعة وتعمل وتكسب قوتها ولكن تظل تشعر إنها تفتقد شيئاً حتى تذهب إلى جارها السابق الذى يعلمها معني الحرية ولكن يفقد الإثنان حريتهما خلال دفاعهما عن حرية وطنهما وحربهما ضد الإستعمار .
الفيلم من بطولة لبنى عبد العزيز وشكري سرحان وحسن يوسف وتدورأحداثه قبل قيام ثورة ١٩٥٢
الباب المفتوح (١٩٦٤)
وهو مقتبس عن رواية للكاتبة لطيفة الزيات و تعتبر البداية للأدب النسائي الواقعي العربي، أحداث الفيلم تدور حول ليلي، الفتاة من الأسرة المتوسطة التى ترغب فى أن تشعر بحريتها لكن الواقع والتقاليد وسطوة الأب والأم تطبق على أنفاسها، لتفقد رغبتها هذه وتنكر على نفسها حتى الحق فى الحب وتحاول أن تجبر نفسها على أن تحيا فى الإطار المحدد لها حتى لوكان لايقنعها، ولكن هذا الحائط الذى بنته حولها يكاد يتهدم بطرقات حسين زميل أخيها الثوري الذى يحبها ولكن حب مختلف يؤمن بالحريات ويحترم المرأة.
الفيلم من بطولة فاتن حمامة وصالح سليم وحسن يوسف

الزوجة الثانية (١٩٦٧)
من لا يتذكر سعاد حسني ودورها فى الفيلم الرائع الزوجة الثانية، المرأة البسيطة التى لاترغب سوي أن تعيش حياة هادئة مع زوجها وأولادها، ورغم الفقر الذى يعيشون فيه لا تتذمر ولا تتطلع إلى الأفضل، ولكن كل أحلامها تتحطم بسبب عمدة قريتها الذى يرغب فى أن يتزوجها رغما عن إرداتها، ويستغل نفوذه ليطلقها من زوجها ويتزوجها، لكن بالحيلة تتغلب على هذا الزوج المستبد ليصاب بالشلل فى النهاية وتعود الأمور إلى نصابها.
الفيلم من بطولة سعاد حسني وشكري سرحان وصلاح منصور.

شئ من الخوف (١٩٦٩)
عن رائعة ثروت أباظة التى أجاد المخرج حسين كمال نقلها الى الشاشة الكبيرة، يدور الفيلم حول الطغيان و الديكتاتورية التى يفرضها عتريس على قريته، ولكن حتى قلب الديكتاتور يدق بالحب، وكان حبه من نصيب فؤاده الفتاة قوية الشخصية التى لا ترضى بالظلم وتتحدي عتريس عندما تفتح هويس الماء بعد أن أغلقه عتريس لعقاب القرية .
لايجد عتريس حلا لهذا التمرد سوي قتل فؤاده أو الزواج منها رغماً عن إرادتها و يكون فى هذا الزواج نهايته لأن القرية التى تحملت الظلم طويلاً ثارت عليه فى النهاية وأحترق مع منزله لينتهي عصر الطغيان.
الفيلم من بطولة شادية و محمود مرسي.

هلأ لوين (٢٠١١)
قيل من قبل ان أغلب الحروب سببها النساء لكن هذا الفيلم يثبت العكس.
تدور الأحداث فى بلدة لبنانية صغيرة بعيدة عن الحضر لاتصل إليها الأخبار سوي بالراديو، ثم تحصل على تلفاز وحيد يلتف حوله سكان القرية فى المساء لتفقد القرية هدوئها مع هذا الإختراع الجديد.
بداخل هذه البلدة، المسلمين والمسيحيين يعيشون فى تآخي ومحبة بينما الحرب الأهلية تدور رحاها فى الخارج، حيث كانت تبذل سيدات القرية كل جهدهن حتى لاتصل هذا الأخبار للرجال، مابين قطع الأسلاك التى توصل التلفاز وإخفاء الجرائد وغيرها للحفاظ على السلام.
الفيلم من إخراج وبطولة نادين لبكي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق