روايات رائدة فتحت الباب للأدب النسوي


لوقت طويل كان الأدب النسائي معني فقط بالمشاكل العاطفية والرومانسية وقصص الحب والغرام وعلى الأغلب كان الرجال يكتبوه بما يعتقدون إنه ملائم للمزاج الأنثوي، حتى بدأت تجارب قوية غيرت من الأدب النسوي وحولته للواقعية..
وعلى الرغم من أن هذه التجارب لم تقابل بالكثير من الترحيب في البداية ولكن وضعت قواعد لجانب مميز من الأدب.
ومقال اليوم عن تجربتان رائدتان في أدب المرأة فتحتا الباب للعديد من الكاتبات من بعدهما، فلو لم تكتب شارلوت برونتي واختها إيميلي وجين أوستن وغيرهن من الكاتبات لما وجدنا لدينا اليوم كاتبات مثل اليزابيث جيلبرت ودانيال ستيل، ولو لم يكن في أدبنا العربي رواية مثل الباب المفتوح، لما استطعنا قراءة روايات مميزة مثل داريه ونون لسحر الموجي.

جين اير

073f414c60fa
أصدرت الكاتبة شارلوت برونتي روايتها الشهيرة “جين اير” باسم رجل خوفاً من عدم تقبل المجتمع لروايتها والاستخفاف بها في حال عُرف أن كاتبة الرواية امرأة، وحازت الرواية على شهرة كبيرة ثم عُرفت الحقيقة لتكتب شارلوت برونتي وأختها اميلي برونتي اسمائهن بحروف من ذهب في تاريخ الأدب العالمي.
وعندما قررت كتابة هذا الموضوع أحترت بين “جين اير” و”مرتفعات ويذرنج” ولكن مالت كفه الأولى بسبب أن المرتفعات على روعتها لكن أبطالها بمشاكلهم ومشاعرهم حالة فردية لا يمكن تعميمها بينما جين اير عبرت عن حال طبقة معينة في المجتمع الإنجليزي وليس واقع بطلتها فقط.
الأدب النسائي حين يكتبه الرجال
15990928
البطلة هنا ليست جميلة الجميلات كالمعتاد، ولا من فتيات الطبقة الراقية والقصور، إنها فتاة فقيرة يتيمه تم تربيتها على الشعور الدائم بالذنب في مدرسة متقشفة، وعانت كثيراً بسبب أفكارها المختلفة ورغبتها في دفع الظلم عنها وعن غيرها، وحتى عندما وقعت في الحب لم يقع اختيار قلبها على فتى وسيم بل رجل أبعد ما يكون عن فتى الأحلام لدى فتاة في سنها، وحتى في حبه عاندها القدر لتخسر كل شيء وتعود إلى نقطة الصفر لعدم قدرتها على الحياد عن مبادئها.
كل هذه النقاط جعلت روايتها مختلفة تماما عن الأدب المعتاد في هذه الحقبة، الذي ترى في حب المدرسة الفقيرة لمخدومها خروج فظيع عن العادات والتقاليد، خصوصاً لو كانت فقيرة في الجمال كذلك، كما أن التعبير عن المشاعر الرومانسية بهذه الطريقة الرقيقة كان خارج عن المألوف بشدة، ولكن هذه الرواية وحتى الان تظل أحد علامات الأدب كافة والأدب النسائي خصوصاً.

الباب المفتوح

4676249
هذه المرة الرواية عربية، للكاتبة المصرية لطيفة الزيات، وهي أحد علامات الأدب المصري النسوي وتم تحويلها إلى فيلم سينمائي شهير من بطولة فاتن حمامة وصالح سليم.
أخترت هذه الرواية لما فيها من ثورة على العديد من الأفكار البالية في المجتمع المصري والتي ثارت عليها الكاتبة وقت كتابة الرواية في بداية ستينات القرن الماضي ولكن للأسف العديد من هذه الأفكار لازالت حتى الأن موجودة.
ففي الرواية تحررت ليلي من القيود التي وضعها المجتمع حولها واعتادت هي على الاحتفاظ بها كحماية لها ولمشاعرها ولكن في الحقيقة إنه حتى بعد مضي خمسة خمسون عام على الرواية لازال هناك الاف من ليلي، لا يخترن مصيرهن بأيديهم، يتم اعتبارهن عار يجب إخفائه لأنهن فتيات، وللأسف لازال البعض يعتبر إنجاب البنات هم كبير لما يحتجنه من رعاية واهتمام.

تحتوي الرواية على العديد من الأمثلة للعنصرية ضد المرأة، مثل الأخ الذي يعطي لنفسه الحق في اختيار زوجته في حين ينكر هذا الحق على أخته، الأم التي تعاني من حياة زوجية تعيسة وترتضي لأبنتها أن تعيش بنفس الأسلوب دون أي ذرة تمرد على الواقع كما لو أن التعاسة واجب على الجميع..
الأب الذي يعطي لأبنه الحق في التظاهر والتعبير عن رأيه وعندما فعلت ابنته المثل كانت النتيجة ضربها وإهانتها، والخاطب الذي رأي إن من حقه أن يغير في شخصية خطيبته ويفرض عليها رأيه وعندما نجح في ذلك أعتبرها الزوجة المثالية، والكثير من الأمثلة التي قد تكون تغيرت بعضها ولكن البعض الأخر مازال موجود في مجتمعنا بشكل أو بأخر، لنجد أن الباب الذي فتحته لطيفة الزيات عام 1960 مغلق في وجه الكثير من الفتيات عام 2015.
لينك المقال الاصلي : روايات رائدة فتحت الباب للأدب النسوي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق