أصوات عربية عملاقة .. في غياهب النسيان !


فى عالم الفن والغناء مثل أى عالم أخر لا تتوزع الفرص بالتساوى أو حتى على حسب القدرات الشخصية والمواهب والإمكانيات، فهناك العديد من العناصر الأخرى التى تدخل فى معادلة النجاح منها الحظ او الصدف أو القبول الشكلى.
لذلك اليوم أريد أن أتكلم عن ثلاث أصوات من أروع ماسمعت ،بل من أروع من غنوا فى الوطن العربى ، ظهورا فى عصر العمالقة ونجحوا وصنعوا لأنفسهم أسماء ورغم ذلك الان نجد أن أقل القليل من الناس تتذكرهم ،قد تسمع شخص ما يدندن بأحد أغانيهم لكن لا يعرف أسم صاحبها.
إختيار هؤلاء الثلاثة بناء على معايير شخصية ومحبتى لهم وبالتى تختلف من شخص لأخر ولكن من المؤكد أن الثلاثة يملكون أصوات مميزة وقدموا فن راقى قل أن نجد مثيله فى عصرنا الحالى.

ولى رجاء بسيط سوف أضع قبل كل فقرة عن أحد هؤلاء الفنانين أغنيه من أجمل ما غنوا أرجو أن تستمع إليها عزيزى القارئ لأن مهما قلت من كلمات عنهم فلا أعتقد من الممكن أن تكون معبرة قدر دقيقة واحدة من فنهم ففى النهاية الفن وحده من بقى ومن سيبقى.

محمد قنديل

1.jpg
محمد قنديل فنان مصرى أصيل، له ما يقارب الألف أغنية ومايزيد عن العشرون فيلماُ سينمائيا، و بصمة مميزة وصوته من الأصوات التى صعب أن تخطئها أذناك إن تعودت على سماع أغانيه.
كان يعلم منذ البداية أن الغناء هو دربه المعد له، لذك ما أن أنهى دراسته الثانوية وحتى ألتحق بمعهد الموسيقى العربية، وموهبه مثل موهبته سرعان ما لفتت الأنظار بل أهتم به مدير المعهد شخصياً بعد التخرج من المعهد بدأ يغنى أغانى كبار المطربين فى مسرح حكمت فهمى حتى لحن له كمال الطويل أغنية يارايحين الغورية ثم بدأ مشواره الفنى الخاص.
محمد قنديل من عصر العمالقة ، عبد الوهاب وعبد الحليم وفريد الأطرش وأم كلثوم ،كان عصر بالتأكيد مميز ومن أثر ذلك أن موهبته لم تأخذ التقدير الكافى والمتوقع لها وحتى الان من يحب الاغانى القدامى قد يتذكر أى من هؤلاء النجوم لكن ينسى هذا الفنان ذو الصوت المميز و الذى قال عنه كمال الطويل إنه أقوى صوت رجالى موجود على الساحة.
لحن لمحمد قنديل أكبر ملحنى عصره مثل محمد الموجى وكمال الطويل ومحمد فوزى و كذلك كان يلحن لنفسه بعض الأغانى و كانت حياته مثل الأغنيات ايضاً ، عاش فى عالمه الذى صنعه بنفسه ولنفسه مع العصافير النادرة التى كان يقتنيها ويعتنى بها ولعب الأطفال التى كان يحبها ويمجمعها.

البعض يصنفه على إنه مطرب شعبى لكن إن سمعت الأغنية التى أخترتها له لوجدت نفسك أمام فنان رومانسى يقدم أروع الأغانى العاطفية.

كارم محمود

2.jpg
أغنيته “أمانه عليك ياليل طول” من أورع وأرق الأغانى الرومانسية العربية ، كلمات بسيطة للغاية يتم تداولها فى الشوارع طوال الوقت ، لحن بسيط وصوت عذب عذوبة غير طبيعية.
هذه هى الصورة التى أتذكر بها هذا الفنان دوماً ، هو ايضاً من عصر العمالقة وخريج معهد الموسيقى العربية مثل محمد قنديل لكنه أمتلك بالأضافة إلى جمال الصوت الوسامة كذلك ، مما أهله للبطولات السينمائية والإشتراك فى العديد من الأفلام أمام أجمل نجمات الشاشة فى هذا الوقت مثل شادية وزهرة العلا ونعمية عاكف.
أشترك كذلك فى عمل عظيم وهو إعادة تسجيل أوبريتات الموسيقار العظيم سيد درويش فى الأذاعة ومنها العشرة الطيبة وشهرزاد وهدية العمر.
و حتى العام 1942 كان لايزال مطرب صغير يغنى فى الكازينوهات حتى بدأت الأنظار تتوجه له ليلحن له كبار الملحنين مثل ومحمود الشريف ومحمد الموجي ومحمد سلطان ورياض السنباطي.
من أشهر أغانية التى تداولها الناس لوقت طويل عنابى وعلى شط بحر الهوى وسمرة يا سمرة.. كارم محمود من علامات الأغنية المصرية العربية لا يجب أن ينساها أحد.

عبد العزيز محمود

3
من أكثر المطربين المصريين خفة دم وقرباً لشكل أبن البلد الأصيل بدون أى رتوش او تظاهر ، كانت حياته بعيداً عن الفن و عمل فى شركة شل حتى تركها بسبب إصابة عمل وخلال هذا الوقت كان مجرد عامل يتميز بخفة الدم و الصوت الجميل.
بعد ذلك قرر التفرغ للغناء وكان ذلك فى الافراح والموالد حتى أكتشفه رئيس قسم الموسيقى فى الإذاعة و بالتالى تم إعتماده كمغنى بها منذ ذلك الوقت.
وقد أشتهر بالأغانى الشعبية ذات الدم الخفيف واللحن المتميز ،وكان هو الذى يلحن كل أغانية بل كذلك كان يلحن أغانى غيره من الفنانين مثل شادية وفايزة احمد وكارم محمود.
وكذلك إتجه للتمثيل كالكثير من فنانى جيله وبرع فيه وخصوصا كما قلنا فى شخصية ابن البلد الذى يهوى الغناء وقد أشترك فى 25 عمل سينمائى متنوع .

و الأغنية التى أخترتها لك هى من فيلمه منديل الحلو والذى تم إنتاجه عام 1945.
لينك المقال الاصلي : أصوات عربية عملاقة .. في غياهب النسيان !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق