بين إنتحار زينب مهدي ومرض أحمد حلمي.. هذا مجتمع لا تجوز عليه الرحمة !

هل صُدمت من العنوان ؟ أعتقد أن لك ألف حق فى ذلك ، فمن أنا حتى أقرر من يجوز عليه الترحم ومن لا ؟ وقد لا تستوعب العنوان إن لم تكن مصرياُ وعبارة “تجوز عليه الرحمة” مألوفة بالنسبة لك ، فهى عبارة مصرية بحته يقولها شعبنا اللطيف حين يتكلم عن شخص او شئ أنتهى ولا يرغب فى تذكره بسبب عيوبه أو مساوئه المتعددة ..
أما لماذا مجتمعنا ايضاُ لا يجوز عليه الرحمة ؟ فهذا ما سوف نتكلم عنه لبعض الوقت ..
فى وقت متقارب تعرضت إلى صدمة كبيرة من مواقع السوشيال ميديا المختلفة هزتنى من الأعماق وكادت أن تدخلنى فى حالة إنهيار نفسى ، وذلك بسبب خبرين متتالين والخبرين سيئين فعلاُ لكن الاسوأ هو تعامل المجتمع معهم ..

الخبر الأول : إنتحار زينب مهدى

283687_Large_20141113062210_25
زينب المهدى إن لم تكن متابع لمواقع السوشيال ميديا مثل الفيس بوك او تويتر هى فتاه شابه، قررت ترك العالم بأكمله والإنتقال إلى عالم أخر لم يذهب أحد إليه وعاد وأخبرنا عما هناك ، عالم نخاف من أن نذكره فى كلامنا إلا ومتبوعاً بعبارات مثل “بعد الشر” و “ربنا يطول فى عمرك”
 أخذت قرار يدل على اليأس بكل شئ ولا تقل لى من فضلك اليأس من رحمة الله ، فإن كانت يأست من رحمة الله ماكان ذهبت إليه بكامل إرادتها الحرة، بل قل اليأس من رحمة الناس ، من رحمة المجتمع، او حتى من رحمة أفكارها.
ما هزنى من الأعماق عندما قرأت سيرة حياتها، قرارتها التى تدل على مدى التخبط والحيرة التى كانت تسيطر عليها ، على سبيل المثال فكيف قررت الفتاه الأزهرية أن تخلع الحجاب ؟ هذا قرار شديد الصعوبة على اى فتاه فمابالك بفتاه بمثل هذه الخلفية الدينية وغيرها الكثير من القرارات التى تدل على مدى حيرتها وخوفها وقلقها الذى يسكن روحها.
كانت هناك عشرات الإشارت التى تدل على إكتئاب زينب وعلى حيرتها ولكن العديد من حولها تجاهلوا هذه العلامات وظنوا إنها مرحلة عادية يمر بها كل شاب ، حتى صرحت فى يوم الأيام أنها ترغب فى الإنتحار فسخر منها أصدقائها وظنوها تمزح !!
و الان بعد وفاتها وإقدامها على فعل فى غاية الشناعة ماذا يفعل المجتمع ؟ هل يتعاطف مع هذه الطفلة التى لم يستطع أن يستوعبها أحد ،التى تخبطت فى الطرقات حتى لم تعد تستطيع التفرقة بين البداية و النهاية ، بالطبع لا.
تمسك المجتمع بقسوته المعتادة وأصدر حكمه وأنتهى ، هى منتحرة إذن ” لا تجوز عليها الرحمة “
هل هناك قسوة مثل هذه ، سيدى المجتمع أنت لم ترحمها وهى على الأرض ،لو كنت رحمتها لكانت الان بيننا لكن حتى هذا لا يكفيك بل تريد حرمانها من الرحمة على الأرض وفى السماء ..
سيدى المجتمع هى الان بين يدى الله الأرحم منى ومنك ومن كل البشر وبيده كل شئ فإذا سمحت أحفظ أحكامك لنفسك فقد سئمت منها حتى النخاع.

الخبرالثانى :مرض الفنان أحمد حلمى

 05ccf086a0ef9e3f5de974e472036605_123608607_147
مرض الفنان نفسه ليس ما أثر بى لهذه الدرجة ، رغم إنه خبر يستحق بعض الحزن ، على الأقل التعاطف مع إنسان أخر يتألم ويعانى من مرض مخيف ..
ولكن تعامل المجتمع مع هذا الفنان و بهذه القسوة وهو ما ألمنى بالفعل ، لقد قام المجتمع بالحكم عليه مراراً و تكراراُ ، فى البداية أستنكر كيف قامت زوجته بإنجاب طفلهم فى الولايات المتحدة وإتهموه بخيانة مبادئه وكيف وهو صاحب فيلم عسل أسود الذى يتحدث فيه عن حب الوطن يقوم بالبحث عن جنسية أخرى لطفله..
رغم أن أيا كان الذى يقول هذا لو كانت لديه ربع فرصة لترك هذا الوطن الذى يتغنى به والذهاب إلى أى بلد أخرى فى العالم لما توانى لحظة واحدة ،و نفس هذا الشخص تجده يتكلم عن الهجرة وأن البلد أصبحت غير ملائمة للحياة ، فقط هو يستنكر أن يفعل غيره هذا لكن لو فعلها هو ستكون شيئاً عاديا ً تماماُ ..
الأقسى أن البعض أستنكر أن يذهب للعلاج فى أمريكا ولماذا لم يتعالج فى مصر ؟ هل بلغ التدخل فى حياة الناس إلى هذه الدرجة ؟، طبعا هذا الإستنكار لا يخلو من بعض الحقد والتفكير فى ما يملك من مال والذى يراه مال حرام طبعاً بل قد يصل بتفكيره أن المرض عقاباُ مستحقاُ عن الكثير من الذنوب التى يقترفها بأسم الفن !!!
عزيزي القارئ.. هل تنكر ان مجتمعنا لا تجوز عليه الرحمة فعلا ،  هيا فلنأخذ موقع القاضى لبعض الوقت طالما أن كل شخص من حقه أن يتبؤه ونحكم على بعضنا البعض فمن الواضح أن الحكم على الأخرين سواء بالحق او بالباطل أصبح حق مطلق لكل شخص.
لينك المقال الاصلي : اضغط هنا 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق