The Beach.. هل يمكن الإستمتاع بنعيم الجنة على الأرض ؟!

أكتشفت فى الفترة الأخيرة أن الأفلام التى تروقنى هى الأفلام التى تدفعنى للتفكير، وتجعلنى بعد مشاهدتها مشغولة البال بفكرة ما أو فلسفة مختلفة أو حتى تلهمنى بشئ  ما أريد التعبير عنه.
وهذا الفيلم رغم أنى لا أعتبره من أفلامى المفضلة، ولم يعجبنى بشكل عام ولكن جعلنى أتوقف أكثر من مره لأفكر؛ أتكلم اليوم عن فيلم The Beach ، الفيلم من إنتاج 2000 و من بطولة ليوناردو دى كابريو ، وتدور أحداثه حول ملل ورتابة الحياة بالنسبة للشباب والتى تدفعهم للدخول فى مغامرات غير محسوبة العواقب ..
لا تهمنى أحداث الفيلم بصفة عامة إلا فكرتين فقط أسمحوا لى أن أفكر فيهما معكم ..

الفكرة الأولى : إندفاع الشباب وجبن النضج

the-beach
منذ فترة أحسست أن روحى أُصيبت بالشيخوخة وظللت أبحث عن السبب الذى أعطانى هذا الأنطباع، ثم خطرت فى دماغى فكرة إنى نضجت للدرجة التى تجعلنى أفكر كثيراً قبل كل خطوه أخطوها حتى ولو كانت فى شئ بسيط لا يحتاج إلى طول تفكير أو فى موضوع غير مؤثر.
وحين شاهدت الفيلم تبلورت هذه الفكرة أكثر وأكثر ، فى بداية الفيلم نجد البطل يتحدث عن الهروب من الرتابه والمغامرة فى بلاد جديدة لفعل شئ مثير و يجرى وراء فكرة اليوتوبيا على جزيرة غير معروفة المكان مرسومة فى خريطة ، بل يأخذ صديقان لا يعرفهما جيداً ليذهبا فى رحلة بحث دون أى تفكير فى العواقب..
هذا هو إندفاع الشباب الذى يجعله يأخذ القرارت بناء على حدسه وشعوره دون تفكير طويل ، وكذلك قلة المسئولية الملقاه على عاتقه ، فهو فقط مسئول عن حياته هو يفعل بها مايشاء فى حين أن مع كل يوم فى عمر الإنسان تصبح إرتباطاته بالأخرين أقوى وأشد وأهم ، فقبل كل خطوة يخطوها يفكر الف مره فى من يحب ومدى تأثير هذا القرار عليهم ؟ وماهى العواقب التى تعود عليه من الخطوه ؟، وهل يستطيع تحمل  هذه العواقب أم لا ؟
مع كل يوم من عمر الإنسان تضاف إلى قيود جديدة ، قد لا يضيفها الأخرين قدر ما إحساس المسئولية النابع من داخله هو الذى يقيد أفكاره وروحه.
المسأله هنا أن يجد الانسان حل وسط ما بين إندفاع الشباب وحماسه الذى قد يدفعه لإلقاء نفسه فى التهلكة بدون التفكير مرتين وبين النضج وقيوده ومسئولياته الذى قد يقيد الإنسان ويجعله ثابت فى مكانه دون القدرة على إتخاذ قرار الحركة خوفاً من العواقب مما يفقده العديد من الفرص الجيدة أو حتى الإستمتاع بالحياة.

الفكرة الثانية : هل الجنة متاحه على الأرض ؟

سبب المغامرة التى قام بها هذا الشاب وأصدقائه وكادت أن تودى بحياتهم هو بحثهم عن اليوتوبيا الخاصة بهم وهى فى شكل جزيرة هادئه لا يعلم عنها أحد فى وسط المحيط.
وبالفعل يجدوها بل يجدوا عليها مجتمع مغلق على نفسه بقواعد وقوانين خاصة والقانون الأهم فى هذا المجتمع هو الإستمتاع طوال الوقت ، فالجزيرة الرائعة ذات المناظر الطبيعية المبهرة وكل مايريدون يستطيعون الحصول على بمجرد التفكير ولا يوجد ماهم مضطرون على فعله فقط سوى اللهو واللعب والغناء والمرح والأكل ..
هذه هى صورة الحياة المثالية لدى الكثير منا ، حياة بدون مسئوليات بدون شقاء بدون أى فرصة للكدر حتى حين يمرض أحدهم ويزعجهم بأنينه يقررون أن يرموه فى الغابة بعيداً عنهم حتى يرجعوا إلى الأستمتاع بوقتهم ..
لكن هل الإنسان قادر على العيش بهذه الطريقة طوال الوقت ؟، عن نفسى أجد هذه الحياة غير صالحة لي ، فحتى أستمتع بوقت الفراغ يجب أن يسبقه عمل ، وحتى تكون الأجازة أجازه بالفعل يجب أن يكون بها إختلاف عن باقى أيام الأسبوع.
فما معنى أن تكون الحياة كلها الإستمتاع فقط ؟ ،أعتقد فى هذه الحالة الإستمتاع واللهو سيفقد معناه ومتعته وتصبح الحياة فى غاية الرتابه والملل.
ولا أعتقد أن هذا ينطبق على فقط ، بل على الكثير من البشر الذين يقيمون حياتهم بما يصنعوه من إنجازات حسب تعريف كل شخص  للإنجاز والنجاح بالنسبه لهم قد يزداد أهمية على الراحة والتى تعنيهم فقط لإنها تتلو العمل.
لينك المقال الاصلي : اضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق