من الصعب تخيل الحديث عن ثلاثية من حجم مباريات الجوع فى مقال واحد ، ولكن اليوم لن أتحدث عن تفاصيل ما حدث فى مباريات الجوع قدر ما سوف أتحدث عن البشر فى زمن مباريات الجوع والبشر فى زمننا وهل لازال هناك فرق ؟ أم أننا أقتربنا..
مباريات الجوع تتكلم عن المستقبل فى أمريكا الشمالية، حين تتحول القارة كلها إلى بلد واحدة تحكمها العاصمة الكابيتول ومقسمة إلى إثنى عشر مقاطعة ..
فى يوم من الأيام حدثت ثورة من المقاطعات على الكابيتول والتى أنتهت إلى هزيمة المقاطعات، وعقاباً لها تفرض الكابيتول تقليد مباريات الجوع ، وهى تقضى بأخذ مراهق ومراهقة من كل مقاطعة ووضعهم فى أرض خاصة بالمباريات لمحاولة البقاء على قيد الحياة وقتل بعضهم البعض والناجى الأخير هو الفائز ..
كانت مباريات الجوع تقليد سنوى ليذكر أهالى المقاطعات بذل الخسارة والهزيمة وأنهم دائما فى قبضة الكابيتول ..
وفى مباريات الجوع رقم 74 تبدأ أحداث روايتنا ، ونلتقى بالبطلة كاتانيس التى وقع الأختيار عليها بعد ماقدمت نفسها بديلاً لأختها الصغيرة ويشاركها من مقاطعتها بيتا..
تجرى أحداث الرواية مابين كر وفر ومحاولات كاتانيس وبيتا البقاء على قيد الحياة ويلجئوا إلى أدعاء الحب حتى يحصلوا على رعاه يرسلوا لهم المساعدات أثناء المبارة ، لينتهى الجزء الأول من الثلاثية بفوز كاتانيس وبيتا سوياً بعد أن قررا الأنتحار معاً مما يفسد نتيجة المباريات..
فى الجزء الثانى تبدأ الأحداث بكاتانيس وهى بطلة المقاطعات والتى بدأت تصبح رمز للثورة والصمود فى وجه الكابيتول وبيتا الذى علم أن حب كاتانيس له كان مفتعل فقط لأرضاء الجمهور..
الرئيس سنو فطن سريعاً إلى الخطر الذى تمثله كاتانيس على أتحاد دولته لذلك فى خطة ماكرة يقرر أن تكون مباريات الجوع ال 75 بين أبطال المقاطعات السابقين ليدبر التخلص منها أثناء المباريات ..
فكرة أن يعود أبطال المباريات الذين عانوا الكثير أثناء المباريات وبعدها وأغلبهم أصيب بأمراض نفسية من جراءها مرعبة للغاية وشديدة السادية وأنهار الكثير من الأبطال بسببها..
تبدأ المباريات بين المجموعة الذي يملك كل منهم موهبة ما هيئته لأن يفوز فى يوم من الأيام ولكن هذه المباريات كانت الأعنف والأشد على مر التاريخ وقام تحالف بين مجموعة من الأبطال بينهم كاتانيس وبيتا ..
وتدور الأحداث لنصل إلى نهاية الجزء الثانى بأنفصال بيتا عن كاتانيس وتدمير المباريات على يد الأبطال وأختطاف كاتانيس على يد الثوار الذين يرغبون فى تتويجها رمزاُ للثورة ..
الجزء الثالث والأخير وهو الأروع فى وجهة نظرى يبدأ بوجود كاتانيس بين الثوار والتقائها مع والدتها وأختها فى المقاطعة الثالثة عشر المبنية تحت الأرض بعد محوها على يد الكابيتول أثناء الثورة من 75 سنة ..
الثورة التى كانت تبنى سنة بعد سنة فى صمت ودأب ، لم يتم تصويرها كما قد يتوقع البعض بالمثالية والنقاء وأنها الأمل الصافى ، فمنذ البدء تدور حولها الشكوك ، لم لم تظهر من قبل؟ ، ولماذا لم تساعد بقية المقاطعات طوال هذه المدة وتتركها تتعذب على يد الكابيتول. ، وكذلك تدور الشكوك حول سعيها الدؤب لأستغلال كاتانيس كواجهة لها لحث بقية الشعب على القيام فى وجهه الظلم ..
فى هذا الوضع يتعذب القارئ مابين شكوكه فى الثورة وبين كراهيته للكابيتول ورغبته الشديدة فى التخلص منها ..
لذلك تقرر كاتانيس فى النهاية مساعدة الثورة لتقوم بمهمة فى الكابيتول ذاتها تنتهى بنجاح الثورة على الرئيس سنو والكابيتول التى أنتقلت من خانة القائدة المهيمنة على الدولة بأكملها إلى الأسيرة الذليلة ..
وفى حادثة مؤسفة تفقد كاتانيس أختها بريم لتكاد تفقد عقلها ، وهى فى ذلك لها ألف عذر ، ففى البداية كاتانيس قامت بالتضحية بنفسها والتطوع فى مباريات الجوع والدخول فى كل هذه المعمعة من أجل الحفاظ على حياة أختها لتفقدها فى ثانية وأحدة ..
وتتحقق شكوك كاتانيس حين تكتشف أن الرئيسة كوين رئيسة الثورة لا تختلف فى شئ عن الرئيس سنو ، فالضحية أصبحت الجلاد ما أن أستلمت السوط ..
ويصل الأمر أن تقترح أن تقام مباريات جوع جديدة بين أفراد العائلات الهامة فى الكابيتول أنتقاماُ لمباريات الجوع التى كانت تجرى فى السنوات الفائته ..
قد يظن البعض أن فى هذا العداله ، ولكن هل من العدالة أن تتحول الثورة إلى طغيان ما أن تمسك الحكم ؟، هل من العدالة أن يمارس القتل سنوياُ فقط لأشفاء الغليل؟ ، ومن سينهى حمام الدم هذا حين تثور فى يوم من الأيام الكابيتول على الثوار وتبدأ مباريات جوع جديدة من الجانب الأخر؟..
تنهى كاتانيس كل هذه التسأولات بسهم محكم من قوسها ينهى حياة الرئيسة كوين ، لتقتل رأس الأفعى وتحصل على البراءة بأعتبارها شبه مجنونة ..
وتترك كل هذر وعفن السياسة وترجع إلى مقاطعتها مع بيتا لتبدأ حياة نضيفة بدون مباريات جوع ..
للمقال الاصلي: اضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق