سكر بنات

 

 

 

 فى المعتاد حين نتكلم عن الأفلام العربية لان نقصد سوى الفيلم المصرى، لكن تجربتنا اليوم مع فيلم لبنانى وهى تجربة خاصة جداً ..

 

سر خصوصية هذه التجربة أنه مشروع شخصى للمخرجة نادين لبكى، فحين شاهدت فيديو لها وهى تتحدث عن هذا الفيلم شعرت كأنها تتكلم عن طفل من أطفالها، نفس الفخر والشعور بالأنجاز والمحبة .. الفيلم من اخراجها وتشارك فى التمثيل و التأليف أيضا..
الطابع النسائى غالب على الفيلم ولا يعيبه هذا، فعوالم المرأة تحتاج من يتكلم عنها من داخلها بدون الأجتهادات الرجالية التى تكون بعيدة عن الواقع فى أغلب الأحيان ..
مسرح الأحداث فى الفيلم هو صالون نسائى، نراه فى أى بلد من بلدان العالم، فمهما أختلفت الثقافات واللغات فالجمال عند المرأة لغة عالمية يتحدثن بها دون حاجة للتعلم ..
نلتقى بليال العاملة فى الصالون، التى تعيش حياتها من خلال رنة هاتفها ومكالمة حبيبها التى تدعوها للقاءه، عالمها يدور ويتوقف تبعاً لرغباته وتنساق هى فى المسارات التى يريدها بها، لا نرى وجه حبيبها طوال الفيلم، فشخصية حبيبها ووجه لا يعنى المخرجة ولا يعنينا فمن يهمنا هو ليال، فأيا كان الحبيب فليال كانت ستعامله بذات الأسلوب فهى من الفتيات التى حين يحببن لا يرون العالم إلا من خلال من يحبون ..
مع الوقت نعلم أن حبيب ليال متزوج وتكون العلامة الفارقة فى علاقتهم حين تقيم حفلة صغيرة للأحتفال بالعيد السنوى لحبهم فلا يتذكرها سوى برسالة على الهاتف، تشعر ليال بالأهانة والجرح والهجران، وتلتقى بعدها بزوجته كأحدى عميلات الصالون وتتعرف عليها، فلا تستطيع أن تكرهها فهى فقط شكل أخر منها والمصادفة هى التى جعلتهما يجتمعان على ذات الحبيب ..
من أروع مشاهد الفيلم حين تسمع ليال رنة هاتفها بعد طول هجر حبيبها وتنازعها نفسها مابين ترك العالم والذهاب إليه وبين المحافظة على كرامتها ومشاعرها، نرى كل ذلك دون كلام ولا المنولوجات المعتادة فى الأفلام العربية، ظل قلبى يدق طوال هذا المشهد وأطلب منها أن تصمد ضد نداء قلبها فسمعت ندائى وتجاهلته لتبدأ فى الضحك هى وصديقاتها أحتفالاً بتحررها من هذا الحب المريض ..
أما عن جمال فهى حكاية اخرى شديدة الخصوصية أيضاً، جمال أمرأة فى منصف العمر، لا ترغب غير أن تكون أسماً على مسمى، جمال خائفة من أن يزول حسنها بالتقدم فى العمر، هاجسها هذا ينغص عليها حياتها، تقضى ساعتها وأيامها فى محاولة مجابهة هذا الشبح القادم ..
ولى لى العجوز التى تبحث فى الشوارع عن الأوراق الملقاة، تجمعهم علها تجد رسائل حبيبها الغائب الذى فرق بينهم أهلها، لى لى التى تعيش الماضى مغيبة عن الواقع لا تملك سوى أن تشفق عليها وتحبها، وتشفق فى نفس الوقت على أختها التى تعيش معها وتتولى حمايتها والعناية بها وتركت كل فرصها فى الحب والحياة من أجلها، تؤمان من النوع السيامى لا يقدران على الفراق مهما أضناهما القرب ..
الفيلم يمتلئ بشخصيات أخرى، ولا تستطيع أن تسمى شخصية منهن ثانوية وشخصية أساسية، فكل الممثلين أبطال ولا أملك سوى أن أحيي المخرجة.. 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق