حاربي اكتئاب الشتاء بأطعمة مفيدة ومغذية

حاربي اكتئاب الشتاء بأطعمة مفيدة ومغذية
خلال الشتاء بالذات بيزيد الاكتئاب عند بنات وسيدات كتير، بسبب الجو البارد وغياب أشعة الشمس والحبس الإجباري في البيت، وعلى الأغلب بنتجه للـcomfort food، ودي أكلات بترفع من روحنا المعنوية شوية وتبسطنا، بس للأسف أغلبها بيكون عالي السعرات، ده معناه إنها بتزوّد الوزن وتفتح باب جديد للاكتئاب.

اقرأ أيضاَ: 7 وصفات مغرية ومفيدة لطفلك

النهارده هنتكلم عن أكلات بترفع من الروح المعنوية المنخفضة، وصحية جدًا.

السلمون:
السلمون مليء بالفوائد، غني بالأوميجا 3 والأحماض الأمينية بالإضافة لفوائده النفسية لتأثيره على كيمياء المخ، زي norepinephrine وdopamine وهي اللي بتتحكم في المزاج بشكل عام، وكمان السلمون مصدر رائع للطاقة والنشاط.

الأوميجا 3:
الأطعمة الغنية بالأوميجا 3Omega-3 Fatty Acids، ليها فوائد صحية لا تعد ولا تحصى، بالإضافة إلى تأثيرها على المزاج. والأبحاث أثبتت إن الناس اللي أكلها غني بالأوميجا 3 بتعاني أقل من الاكتئاب وتقلبات المزاج، ومن الأطعمة الغنية بالأوميجا 3، بذور الكتان (الزيت الحار)، السلمون، عين الجمل.

التوت:
الإجهاد والإرهاق من أكتر الحاجات اللي بتفاقم من أعراض الاكتئاب، التوت بأنواعه المختلفة بيساعد في التحكم في هرمون الكورتيزول اللي بيُفرَز مع الإرهاق وبيأثر على المزاج بشكل عام.

تقليل استخدام السكر:
من الحاجات البديهية بالنسبة لينا إن السكر والحلويات عمومًا بترفع من الروح المعنوية وتقلل الاكئتاب، لكن في الحقيقة العكس هو اللي بيحصل، السكر صحيح بيدينا دفعة نفسية ولكن لوقت قصير، وأول ما تأثيره بيروح الحالة النفسية بتكون أسوأ من الأول، فالأفضل وقت الاكتئاب نبعد عن تناول الحلويات.

الفوليك آسيد Folic Acid:
أثبتت أبحاث كتير إن الفوليك آسيد مفيد في تحسين المزاج لأنه بيساعد على زيادة إفراز هرمون السيرتونين، ومن الأطعمة الغنية بالفوليك آسيد، الخضراوات ذات الأوراق، الشوفان، بذور عباد الشمس، البرتقال، العدس، اللوبيا، فول الصويا.

فيتامين ب 12:
انخفاض نسبة فيتامين ب 12 في الدم بيؤدي للاكتئاب. آخر الأبحاث أثبتت ده، لكن لغاية الآن السبب غير معروف، ولكن بما إن فيتامين ب 12 مفيد على كل الأصعدة وسهل نستخدمه في أكلنا يبقى ليه منزودش من استهلاكه.
الأطعمة الغنية بفيتامين ب 12، اللحوم الحمراء، المحار، الكابوريا، السلمون، البيض، الجبن، اللبن، الزبادي.

فيتامين د:
فيتامين د معروف بإنه فيتامين الشمس، والتعرض للشمس حتى لو لمدة عشر دقائق بس بيغيّر في المزاج، وده من أسباب اكتئاب الشتاء لغياب الشمس.
ولكن ممكن نعوض قلة فيتامين د عن طريق الطعام، زي اللبن، صفار البيض، الأسماك.

الشوكولاتة الغامقة:
معلومة معروفة إن الشوكولاتة بتساعد في علاج حالات الاكتئاب، لكن للأسف المعلومة مش معروضة بالدقة الكافية، فأي شوكولاته مش بتعالج الاكتئاب، لازم تكون فيها نسبة كاكاو 70% على الأقل، عشان كده الأنواع التجارية المخلوطة باللبن مش مفيدة زي ما إحنا فاكرين، والمفروض نختار الشوكولاتة مش حسب النوع اللي بنحبه لكن حسب نسبة الكاكاو اللي فيها.

الموز:
الموز من الفواكه الشهية جدًا والمليانة فوائد لجسمنا وصحتنا النفسية، فيها سكر طبيعي بياخد وقت أطول في امتصاصه، وبالتالي تأثيره على المزاج أطول، والماغنسيوم اللي بيساعد على تحسين النوم وتقليل القلق والتوتر، والتوتر الأرق من أهم أعراض الاكتئاب.
للمقال الاصلي : اضغط هنا 

الأخوان جريم.. نبع الخيال الذي لا ينضب


سندريلا وذات الرداء الأحمر وسنووايت والأقزام السبعة.. قصص لطالما سمعناها ونحن صغار، ثم رأيناها في أفلام كارتونية من إنتاج شركة ديزني، وترسخت بداخلنا بمبادئها البسيطة وأفكارها التي تفرّق بوضوح بين الخير والشر.
هذه القصص في الحقيقة من تجميع وتنقيح الأخوين جريم Brothers Grimm، وهما أخوان ألمانيان، تنقلا في أنحاء ألمانيا واستمعا لكل القصص الشعبية التي تتدوالها الأمهات، ثم نقحاها ونشراها في كتاب حقق انتشارًا عظيمًا في وقته، وعرفه العالم باسم “Grimm’s Fairy Tale Classics” لأول مرة، والذي لازالت الأمهات تقرؤه لأطفالها حتى اليوم.
ولكن مشكلة هذه القصص أنها كما قلت في البداية تتناول العالم بطريقة مسطحة للغاية، فقط الأبيض والأسود، فالشخصيات طيبة أو شريرة، وهو ما استغلته هوليوود في إعادة إنتاج هذه القصص مرة أخرى لكن مع تناول مختلف وإضفاء النضج على الشخصيات، بل التعاطف مع الجانب الشرير، كذلك لأن الحياة الحقيقية يغلب عليها اللون الرمادي.
ونتناول اليوم فيلمين من هذا الطراز، تم إنتاجهما عام 2014، حققا إيرادات عالية وشارك في بطولتهما اثنتان من أهم نجمات هوليوود، بل وترشّحت كلتاهما لجوائز الأوسكار.
1
الأميرة النائمة في القلعة في انتظار أميرها ليقبلها ويوقظها من نومها الطويل، بعد أن لعنتها الساحرة الشريرة. هذا الجانب الذي نعرفه من القصة، ولكن لم نعرف: لماذا ألقت الساحرة لعنتها على هذه الرضيعة؟ وماهو مصيرها بعد استيقاظ الأميرة وانتهاء القصة كما عرفناها؟
2
حياة هذه الساحرة هي محور أحداث هذا الفيلم المميز. تبدأ القصة بالفتاة الصغيرة “ميلفسانت”، التي تحكم أرضًا مجاورة لأرض البشر، وتشبه الجنيات بجناحيها الكبيرين والبراءة التي تشع من عينيها، إلى أن تقابل البشري “ستيفان” الذي يذهب إلى أرضها لسرقة بعض الذهب، لكن يعود بقلبها بدلًا منه.
تجمع الصداقة بين الطفلين وتمر السنوات ونتعرف على ميلفسانت مرة أخرى وهي امرأة شابة، وقد انقطعت زيارات “ستيفان” لها، بعدما انشغل عنها بمحاولة الوصول للسلطة واسترضاء الملك، نفس الملك الذي يحاول احتلال الأرض التي تحكمها ميلفسانت، لكن يفشل في ذلك ويُهان أمام جنوده من الأخيرة ويقرر أن من يقتلها سوف يكافئه بالزواج من ابنته وحكم مملكته من بعده.
قد يتوقع البعض أن ستيفان سوف يذهب ليحذر صديقته السابقة من المكيدة التي تحاك لها، ولكن على العكس، يستغل المشاعر القديمة التي جمعت بينهما ليقطع أجنحتها أثناء نومها ويذهب بها إلى الملك، وبالفعل يتزوج الأميرة وينجب طفلة صغيرة.
على الجانب الآخر، تستيقظ ميلفسانت من نومها وهي فاقدة أهم ما يميزها، جناحيها، رمز قوتها وحريتها، وبراءة قلبها، بعد خيانة حبيبها، وتتحول في لحظات من الجنية الرقيقة إلى الساحرة الشريرة التي تبحث عن الانتقام.
وتقرر أن تلعن طفلة حبيبها السابق، بأن تظل سعيدة ومحبوبة حتى تتم السادسة عشر من عمرها لتنام بعد ذلك للأبد. وكما في القصة الأصلية، يرسل ستيفان ابنته إلى الغابة مع الساحرات الطيبات الثلاث ليعتنوا بها حتى تنتهي اللعنة، ويبدأ في إعداد العدة للحرب القادمة بينه وبين ميلفسانت، ولكن الأخيرة تهمل هذه الحرب وتتابع الفتاة الصغيرة عن قرب.
3
خلال سنوات طفولة وصبا الأميرة الصغيرة، تجمع بينها وبين ميلفسانت علاقة قوية، فبدلًا من أن تحاول الساحرة الشريرة إيذاء الطفلة، تقوم على حمايتها من الأخطار المختلفة، وتصبح لها الجنية الحارسة، وتحاول بالفعل أن تبطل اللعنة لكن لاتقدر على ذلك.
ولكن يتعرض العالم الجميل الذي عاشا فيه معًا للدمار، عندما اقترب عمر الفتاة من السادسة عشر، وتعلم من هي ميلفسانت، وتعود إلى والدها الذي تعتقد أنه ينتظرها على أحر من الجمر، لكن على العكس؛ تجده منشغلًا عنها بالتدبير لمعركته القادمة مع ميلفسانت، فحماية ابنته لم تكن الغاية منذ البداية، بل كانت تدمير حبيته التي تحولت إلى عدوة لا يستهان بها.
وعندما يحين وقت المعركة وتدخل الأميرة الصغيرة في الغيبوبة، كما هو مقدر لها، يتضح من هو الحبيب الحقيقي ومن المصطنع، ولا تستيقظ إلا على قبلة وداع من ميلفسانت قبل بدء معركتها الأخيرة، لتكون لها خير معين ضد والدها الذي لا يعرف معنى الأبوة.
المعالجة لهذا الفيلم مختلفة تمامًا عما اعتدناه في القصة الأصلية، فالساحرة الشريرة لم تولد هكذا، بل الخيانة وقسوة قلب المحيطين بها هما ما غيّراها لتستطيع التعامل بنفس الطريقة. وقبلة الحب الحقيقي التي تهزم اللعنة، لايجب أن تكون من حبيب، بل يمكن أن يتخذ الحب أشكالًا مختلفة، مثل العلاقة المميزة التي جمعت بين الأميرة الصغيرة وميلفسانت؛ فالشر والخير والحب كلها أشياء متغيرة، ولا تحكمها معايير ثابتة، مثلما صورت لنا قصص الأخوين جريم.
الفيلم من بطولة أنجلينا جولي، في أداء مميز لدور الساحرة الشريرة والجنية الطيبة.
Into the Woods
5
مجرد وضع اسم النجمة “ميريل إستريب” على أحد الأفلام، يعني أنه فيلم يستحق المشاهدة. وهذه المرة، كان اختيارها مختلفًا بالنسبة لما اعتدناه عنها من أفلام جادة أو عاطفية؛ فقد دخلت عالم الخيال من أوسع أبوابه، مع معالجة حديثة لمجموعة من قصص الأخوين جريم في فيلم غنائي من إنتاج ديزني.
يبدأ الفيلم بأغنية بعنوان أتمنى، بالطبع كل البشر لديهم أمنياتهم المختلفة، وهذا ينطبق على أبطال الفيلم الذي يبدأ كل منهم يومه بأمنية بسيطة وهو يعتقد أن في تحقق هذه الأمنية سعادته، ولكن الموضوع ليس بهذه البساطة؛ وهذا ما نعرفه خلال الأحداث.
6
فعلى سبيل المثال: الخباز المتواضع الحال وزوجته يتمنيان أن يصبح لديهما طفل، ولكن يعلمان أن هناك لعنة ملقاة على الزوج من ساحرة القرية، وحتى تحل هذه اللعنة؛ يجب أن يحضرا لها مجموعة من الأشياء الغربية والتي تجعلهما يقابلا سندريلا وجاك بطلة قصة جاك والفاصوليا السحرية وذات الرداء الأحمر ورابونزل الفتاة المحبوسة في البرج ذات الشعر الأشقر الطويل، وبالفعل يجمعان بعد مغامرة طويلة ما يريدان لتعود الساحرة جميلة كما كانت من قبل ويرزق الخباز وزوجته بطفل صغير.
وخلال هذا، يساعدان عن طريق الصدفة من قابلاه من أبطال ليحققوا ما تمنوه، فسندريلا تخلصت من زوجة أبيها الشريرة وقابلت أميرها وتزوجته، وجاك سرق ذهب العملاق وأصبح ثريًا هو والدته واسترجع بقرته المفضلة، ذات الرداء تخلصت من الذئب، ورابونزل تحررت من الساحرة التي حبستها في البرج وقابلت حبيبها.
 وعند هذه النقطة، كانت القصص تنتهي في المعتاد ليعيش الأبطال في حياة سعيدة لآخر العمر، ولكن الفيلم يخرج عن المألوف ليكمل القصة كما يحدث في الحياة الحقيقية، فلا توجد نهايات سعيدة ولا تعيسة في الحياة، فهي مستمرة في فصول متوالية حتى يأتي الموت، والأهم أنه ليس تحقق ما يتمناه المرء يعني حصوله على السعادة الأبدية؛ فقد يتمنى شيئًا ليس في مصلحته أو يعطيه البهجة لبعض الوقت ثم يفقد معناه، أو بمنتهى السهولة تصبح له أمنية أخرى أهم.
فبعد أن يلاقي كل الأبطال نهايتهم السعيدة المنتظرة، تدمر هذه اللحظة هزة في الأرض تجعلهم يتفرقون هربًا من شيء لا يعرفونه، ويظللهم الخوف حتى يعرفوا أن السبب هو زوجة العملاق التي قتل زوجها الطفل جاك، عندما كان يهرب بالذهب المسروق، وتقرر أن تنزل إلى الأرض لتحصل على انتقامها، وتنقلب الأحداث هنا رأسًا على عقب.
فسندريلا تكتشف أن أميرها المحبوب رجل خائن. أما عن زوجة الخباز، فبعد تحقق أمنيتها بالحصول على طفل، تفقد حياتها. والساحرة التي كانت تتمنى أن تصبح جميلة حتى لا تخجل منها رابونزل التي كانت تحبسها وتربيها كابنتها في ذات الوقت، فقدتها للأبد ولم يحقق لها الجمال ما تتمناه. أما عن جاك، الذي سرق الذهب حتى يسعد والدته، التي تمنت دومًا الثراء، فيفقدها عندما تموت بدون أن يتمكن من وداعها.
ولكن هل هذا يعني أن كل النهايات تعيسة؟ أو أن الحياة في مجملها لا تحمل سوى الهم والحزن؟
أيضًا الإجابة لا. فلا الحياة تعني فرحًا دائمًا ولا حزنًا بلا نهاية، بل هي تتغير في كل لحظة بين هذا وذاك. فالخبّاز بعد فقدانه لزوجته، يقرر أن يربي ابنهما وحده، وتبني ذات الرداء الأحمر التي فقدت جدتها وجاك الذي أصبح يتيمًا، وتقرر سندريلا أن تترك الأمير الوسيم بعد أن جربت الكابوس في منزل زوجة والدتها والحلم في قصره، فهي تريد أن تعيش الحياة الحقيقية هذه المرة ومساعدة الخباز في تربية هؤلاء الأطفال.
في النهاية، الفيلم لوحة فنية متكاملة تجمع ما بين الموسيقى الرائعة وأداء تمثيلي متميز وحوار وأفكار فلسفية على بساطته، وهو مرشح لثلاث جوائز أوسكار، منها جائزة أفضل ممثلة عن دور مساعد لميريل ستريب.
للمقال الاصلي: الأخوان جريم.. نبع الخيال الذي لا ينضب

مر الحب ومرارة الوحدة



تتميز الروائية الأمريكية دانيال ستيل بقدرتها على أخذ مواقف عاديه أو قطع من حياة شخص، مثل أي منا والتقاط التفاصيل وجعلها مميزة تصلح للروايات، لذلك خلال قراءتي أيًا من رواياتها لا أنتظر مفاجأة تقلب الأمور رأسًا على عقب، بل الأحداث تجرفني بوقعها الهادئ حتى أجد التحولات الكبيرة التي تحدث لحياة الأبطال حدثت بالفعل، ولكن كما يحدث في حياة كل منا عن طريق خطوات صغيرة الواحدة تلو الأخرى.

ورواية "هموم القلب" أو "matters of heart" ينطبق عليها هذا بشدة، فـ"هوب" بطلة الرواية امرأة في منتصف العمر انفصلت عن زوجها بعد أن طلقها بسبب مرضه، وفقدت ابنتها في مرض مفاجئ، لتجد نفسها وهي في الأربعين من عمرها وحيدة وتحمل من الهموم ما لا طاقة لها به.

تحيا راضية عن نفسها قدر الإمكان، وحيدة ومتلائمة مع حياتها الجديدة، حتى تقابل في إحدى جلسات التصوير الكاتب الشهير "فين" الذي يظهر إعجابه الشديد بها، حتى يترك إنجلترا في رحلة سريعة بعد مقابلتها بيومين ويذهب خلفها إلى الولايات المتحدة. منذ البداية شعرت "هوب" -وأنا معها- أن ما يحدث غير حقيقي، الحياة لا تعطي بهذه الطريقة، لذلك تأخذ حذرها ولا تترك نفسها لتيار مشاعره الجارف، ولكن يظهر لها اللطف والحنان حتى تبدأ في الوقوع في حبه بالتدريج.

وتبدأ الأمور في الاستقرار، وتظهر بعض العيوب في شخصيته التي تحاول "هوب" أن تتعايش معها، مثل غيرته الشديدة وغير المنطقية عليها في كل وقت، ورغبته في الانعزال بها عن العالم بأكمله ورفضه للتواصل مع أي من أصدقائها، حتى يقنعها في أن تذهب معه إلى قصر أجداده الذي استعاده في آيرلندا، ثم يبدأ في الضغط عليها للزواج سريعًا وإنجاب الأطفال، بحجة أنها كبيرة في العمر، ثم بالحيلة ينجح في جعلها تحمل، وحين تفقد هذا الطفل يلومها على ذلك بكل قسوة متناسيًا ما فعله من قبل، ثم تبدأ في اكتشاف حقائق خبأها عنها، بل كذبات في الحقيقة، وكلما واجهته يسرد عليها الحجج الواهية.

كنت أقرأ وأنا أشتعل غضبًا بالفعل، متناسية أنها رواية، لأن -للأسف- العديد من النساء يغفرن مثل ما فعله بطل الرواية وأكثر لأسباب كثيرة.

أما عن السبب الذي جعل "هوب" تحتمل العيش بجوار رجل مخادع يحاول أن يسلبها مالها، سايكوباث، يستخدم الحيل النفسية للسيطرة عليها، هو الخوف من الوحدة، وهو الشعور الذي استغله بمنتهى النجاح، فكلما حاولت الهروب من براثنه ذكّرها بأنها وحيدة، حتى زوجها السابق توفي ولم يعد لها سواه في الحياة.

الكثيرات منا يفكرن بنفس الأسلوب، لذلك ينغمسن في علاقات هن أول من يعلم أنها فاشلة، بل قد يتحملن في سبيل هذه العلاقة الكثير من الصعاب والضغوط من الطرف الآخر أو المجتمع، ولكن يضحين بكل شيء في سبيل أن لا يكنّ وحيدات مرة أخرى.

أعلم أن الوحدة شعور مرير، وقد وطّنت نفسي لسنوات طويلة أنها مصيري الوحيد وتعودت عليها وألفتها، فقد كانت خيارًا أفضل بالنسبة إليّ من وجودي مع شخص للأسباب الخطأ.

كما قلت في مقال سابق أن حب الشخص لنفسه ليس أنانية بل واجب وحق علينا، أنا أعيش مع نفسي طوال الوقت وبحاجة لأن أحترم احتياجاتي، أن أشعر بالسعادة والرضا في أي علاقة أدخلها، لا يوجد أي سبب يدفعني أن أضحي بهدوء بالي من أجل شخص أو علاقة أو غيرها من الأسباب.

ومثلما يقولون "فاقد الشيء لا يعطيه"، فكيف يفترض أن نعطي الحب لكل من حولنا، في حين أننا نفتقد حتى حب أنفسنا؟!
لينك المقال الاصلي:  مر الحب ومرارة الوحدة

تنظيم الوقت فن لابد منه


إهداء لآيات وياسمين اللي معايا في نفس الدوامة اليومية.

كستات إحنا يومنا مشحون دايمًا بالمهام، ما بين مسؤوليات البيت والشغل بتاعنا والوقت اللي محتاجينه لنفسنا، لكن للأسف فيه أوقات كتير بينتهي اليوم من غير ما نكون أنجزنا نص اللي إحنا عايزينه، وده بيسبب إحباط كبير لينا.

مع شغلي الجديد كنت بعاني في البداية إن اليوم كله شغل، والباقي بعمل شغل البيت ومفيش وقت أقعد مع نفسي، كانت دوامة محبطة جدًا.. لغاية لما خرجت منها الحمد لله، صحيح مشغولة على طول بس على الأقل بنجز اللي عايزاه وبستمتع بوقتي.
الحل كان في تنظيم الوقت، صحيح لغاية دلوقت بحس إن اليوم بيجري بسرعة، لكن على الأقل في أيام كتير قبل ما أنام براجع اللي عملته وألاقي إني أنجزت فيه حاجات كتير، وهنا شوية طرق بتساعد في تنظيم الوقت:

1- خططي ليومك
في بداية اليوم أو الأفضل قبل ما تنامي نظّمي يومك، حددي الحاجات اللي محتاجة تعمليها، وحاولي طول اليوم إنك تمشي على المخطط.

2- حددي وقت لكل مهمة
كل مهمة من مهمات يومك حددي ليها وقت معين من الساعة كذا للساعة كذا. حتى لو مقدرتيش تلتزمي بالجدول بالضبط ده هيساعدك على إن اليوم يكون قدر الإمكان تحت السيطرة.

3- استخدمي أدوات لتنظيم الوقت
المفكرات.. سواء الورقية أو الإلكترونية، وكل الوسائل المساعدة اللي بتقدمها التكنولوجيا استخدميها في تحديد مهامك، واعملي قوائم عليها بالحاجات اللي عايزه تعمليها.

4- حددي لنفسك مواعيد نهائية
مهامك -خصوصًا لو شغلك من البيت- لازم يكون ليها مواعيد نهائية، سجلي المواعيد دي في المفكرة أو على الموبايل.

5- اتعلمي تقولي لا
للأسف إحنا بنحمّل نفسنا كستات فوق طاقتنا، وبنخلي الناس ترمي علينا مسؤولياتها، عشان كده اتعلّمي تقولي لأ لو كان المطلوب منك حاجة هتتعبك أو هتخرب المخطط اللي عاملاه لنفسك أو مش مسؤوليتك أو حتى مش عايزه تعمليها.

6- ساعة في كل مكان
خلي قدامك في كل مكان حواليكي ساعة، ومن وقت للتاني اتأكدي إنك ماشية على الجدول اللي إنتي عاملاه.

7- التركيز 
في حالة إنك بتعملي أكتر من مهمة في نفس الوقت هتوصلي لأنك مأنجزتيش أي حاجة في أي مهمة، الأفضل تركزي على مهمة واحدة تخلصيها وتبدئي في غيرها، ولو بتشتغلي على الكمبيوتر اقفلي صفحات الإنترنت اللي مش محتاجاها وبتضيع الوقت.

8- تخلصي من وسائل تضييع الوقت
اقفلي موبايلك وممكن تراجعي المكالمات بعد ما تخلصي شغلك، ده غير طبعًا برامج الشات وصفحات الإنترنت وكل الحاجات اللي مش متعلقة بشغلك مباشرة.

9- الأولويات
مفيش حد بيقدر يعمل كل حاجة في نفس الوقت؛ حددي أولويات يومك واشتغلي بالترتيب ده.

10- وزعي المهام
في حالة إن فيه مهمات ممكن تتعمل أحسن من ناس تانين، أو غير مهمة، وزّعي المهام وتخلّصي من بعض المسؤوليات؛ مش لازم تعملي كل حاجة في البيت على سبيل المثال، فيه حاجات ممكن أولادك يعملوها، وحاجات ممكن زوجك يعملها.

المصدر : أضغط هنا 
للمقال الاصلي: تنظيم الوقت فن لابد منه

15 علامة تدل على انك مدمن للقراءة !





إدمان القراءة يختلف عن إدمان الكتب، فلو كنت مدمن قراءة لن يهمك لو كان الكتاب الذى تقرأه ورقي أو الكتروني المهم إنه الكتاب الذى تريد، لكن مع إدمان الكتب نفسها تبدأ فى التعلق بالكتب الورقية نفسها ورائحة الورق وملمس الغلاف، والكتب الإلكترونية تفسد الكثير من متعتك  .
ولو كنت تظن إنك مدمن قراءة وتريد أن تتأكد يمكنك معرفة ذلك عن طريق الخمسة عشر علامة الاتي ذكرهم، عن نفسي مدمنة قراءة منذ سنوات، ولكن أظن هذا هو الأدمان الوحيد الذى لا أتمني الشفاء منه ابداً .
1.      90% من الهدايا التى تطلبها كتب
إن سألك أحد عن هديتك المفضلة فى أى مناسبة، الكتب هى أول ما يخطر فى بالك، ولا تغادر أى مكتبة تدخلها بدون كتاب أو أكثر حتى لو لم تكن مخطط لذلك .

2.      الكتب هى الأفضل دوماً
لو تكلمت عائلتك عن فيلم أو مسلسل تلفزيوني مقتبس من كتاب كل ما تريد أن تقوله " الكتاب بالتأكيد أفضل بكثير جداً ، فالفيلم لم يذكر كذا، أو غير فى أحداث الرواية " .

3.     وسائل التواصل الإجتماعي و الكتب
الكل يضع على وسائل التواصل الإجتماعي الخاصة بهم صور حديثة لمطرببيهم المفضلين أو الأفلام التى شاهدوها ولكن أنت تضع صور كتب وأحدث ما قرأت والأغلفة التى أعجبتك .

4.     كتب فى كل مكان
فى غرفتك العديد من الكتب الذى لم تعد المكتبة تتسع لها، لذلك موجودة على الأرض، اعلى المكتب، بداخل الأدراج وعلى السرير.

5.     ماذا تريد أن تكون عندما تكبر؟
الأطفال فى العادة يحلمون أن يكبروا ليصبحوا فنانين مشهورين، او لاعبي كرة قدم، اطباء، أبطال ولكن أنت كنت تحمل دوماً بضع أوراق وقلم وعندما يسألك أحد ماذا تريد أن تصبح ترد، بالطبع مؤلف .

6.     أفضل أصدقاك أبطال روايات
البعض من أفضل أصدقائك ليسوا حقيقين، بل أبطال من رواياتك المفضلة، الذى تستشهد بكلامهم من وقت لأخر، والأبطال الذين تبحث عن صورهم ليسوا نجوم التمثيل والغناء بل المؤلفين الذين تعشق كتبهم، وصورة لك معهم او كتاب موقع منهم، بالنسبة لك أثمن شئ فى الوجود .

7.     تفتقد شخصيات الروايات
بعد ما تنتهي من رواية أعجبتك، تشعر بالحزن كما لو أنك تودع أحد أقرب أصدقائك، وتظل فى حالة إكتئاب حتى تقرأ رواية جديدة تعجبك لهذه الدرجة وتبدأ فى التعلق بشخصياتها، عشاق هاري بوتر يعلمون عن ماذا أتكلم بالضبط .

8.     أنت من يلجأ  إليه الأصدقاء للترشيحات
كل من تعرف يلجأ إليك لترشح له كتاب يقرأه مناسب له ، فأنت الخبير .

9.     تستطيع أن تتحدث عن كتبك إلى مالا نهاية
دوما تستطيع التحدث عن الكتب وشخصيات الروايات دون ملل، بل تستشهد بأرائهم كما لو إنهم شخوص حقيقية، وتجد الإقتباس المناسب لأي موقف توجد به .

10.                        شخصياتك المفضلة وأحلامك
البعض من أحلامك تكون عبارة عن مغامرات تلتقي بها شخصيات الروايات المختلفة .

11.                        أمنيتك المفضلة أن تصبح من ساكني أرض الحكايات
تدفع أي شئ مقابل أن تزور أرض الحكايات لبعض الوقت ، حيث تستطيع مقابلة شخصياتك المفضلة وتعيش معها ولو لبضع ساعات .


12.                        تريد أن تسمي أولاد بأسماء شخصياتك المفضلة
تحلم بأن تنجب أطفال لتسميهم على أسماء شخوصك المفضلة، او على الأقل تسمي بها حيواناتك الأليفة .

13.                        تتجاهل كل شئ فى وقت القراءة
لو كنت تقرأ كتاب مثير لا تستطيع أن تتركه حتى لو لشرب الماء، او النوم، ولا يستطيع أحد أن يجذب إنتباهك وانت تقرأ  إلا بصعوبة شديدة .

14.                        تستخدم الكتب لتحفيز نفسك
عندما تجلس لمراجعة دروسك قبل إمتحان ما، تعد لنفسك نظام للتحفيز، كل فصلين من الكتاب موضع الإمتحان تقرأهم مقابلهم فصل من الرواية التى تقرأها .

15.                        الكتب أهم من كل شئ
لو كنت ستتجمد من البرد، وتريد أن تشعل النيران بشئ، تفضل أن تشعل النيران بملابسك أو طعامك ولكن لا تضحي بأي من كتبك .
لقد أختبرت نفسي، ووجدت أن لدي 14 علامة من علامات إدمان القراءة – في الحقيقة لقد وددت دوماً أن أسمي إبنتي جين على أسم جين إير لكن لم أفعل - ، وأرغب من كل محبي القراءة أن يخبرونا هل وصلو لحد الإدمان بعد أم لا ؟

المصدر :

“Hannah Arendt”.. اليهودية المعادية للسامية





بالإضافة للمتعة الشديدة التي سيشعر بها مشاهد هذا الفيلم لقصّته المختلفة والمشوقة والأداء الرائع، إلّا أنه سيدخل تجربة فكرية مميزة؛ سيخرج منها بالعديد من الأفكار التي ستلازمه لفترة طويلة من الوقت.
يتحدث الفيلم عن المنظّرة السياسية Hannah Arendt والتي كانت ترفض أن يطلق عليها لقب فيلسوفة رغم أنها تستحقه، لأنها ترى أن الفلسفة عمل فردي وأن أفكارها موجهة للبشر جميعًا، وتدور الأحداث خلال فترة مهمة في تاريخها، عندما قامت بتغطية محاكمة أدولف إيخمان الموظّف النازي المسؤول عن ترحيل وإعدام اليهود واتخذت من هذه المحاكمة موقفًا مختلفًا تمامًا عن كل اليهود؛ مما أشعل النار عليها وجعلها متهمة بمعاداة السامية رغم كونها يهودية الديانة.

من هي Hannah Arendt؟
شُغفت حنّا بالتفكير في شبابها ممّا جعلها تتجه للفيلسوف المعروف (مارتن هيدجر) لتتعلم الفلسفة على يديه ويربط بينهما علاقة عاطفية انتهت لأسباب فكرية وسياسية عندما انضم للحزب النازي في أوج قوته.
وخاضت تجربة مريرة عندما تم اعتقالها ووضعها في المعسكرات الخاصة باليهود، ولكنها تمكنت من الهرب لتترك ألمانيا ومنها إلى فرنسا ثم تستقر في نيويورك مع زوجها وتعمل كمحاضرة جامعية وصحفية وتكتب كتابها الشهير عن النازية والنظام السوفيتي وستالين باسم “أصول التوتاليتاريّة (الشمولية)”.
ثم تأتي نقطة فاصلة في تاريخها عندما تطلب من الجريدة الت تعمل بها أن ترسلها إلى إسرائيل لتغطي محاكمة الموظّف النازي (أدولف إيخمان) الذى تم اختطافه من أحد دول أمريكا اللاتينية لمحاكمته.
أسباب جعلت (حنّا) ترغب في تغطية المحاكمة
على الرغم من كونها إحدى ضحايا النظام النازي، وقد شُرّدت من بلدها بسببه؛ إلّا أنها رغبت في متابعة هذه المحاكمة عن قرب، لتتعرف على أحد القادة الذين دمّروا حياتها وحياة الملايين غيرها.
هذا غير عدم موافقتها على الأسلوب الذى اتبعته إسرائيل في اختطافه ومحاكمته بهذه الطريقة الاستعراضية دون أن يكون لديها قضية محكمة ضده، فبأسلوبها الخاص في التفكير المنطقي لم تستطع أن تنساق وراء مشاعرها وتسعي للانتقام.
 آراء جعلت حياتها مهددة بالخطر
ذهبت (حنّا) إلى إسرائيل لتحضر المحاكمة، وهناك قابلت مجموعة كبيرة من أصدقائها الذين شاركتهم فى يوم من الأيام الأفكار الصهيونية نفسها قبل أن تتراجع عنها وتنبذها لصالح التفكير المنطقي أيضًا وعدم إيمانها أن من حق اليهود الإقامة في فلسطين بالقوة؛ بل يجب أن يعملوا ليكتسبوا هذا الحق بالاتفاق مع العرب.
وبعد عودتها، تراجع أوراق القضية المرة تلو المرة قبل أن تبدأ كتابة مقالها الأول والذى أحدث ضجة كبيرة في الأوساط اليهودية وجعل الموساد يرسل لها مندوبًا يهددها إن لم تتراجع عن هذا الرأي، بينما نبذها أصدقاؤها جميعًا حتى من كانوا بمثابة العائلة لها وذلك لعدم احتمالهم أن يكون لها رأي مخالف.
عند مشاهدة (حنّا) لأول جلسات المحاكمة صُدمت بكون (أدولف إيخمان)  بشرًا عاديًا، فقد تخيلته وحشًا أسطوريًّا بأسنان تقطر دمًا، لكنها فوجئت أنّه رجل مصاب بالزكام يعلم أنه سيعدم أيًّا كان الذى سيدافع به عن نفسه، وعندما سُئل عن دوافعه لما فعلَ، أجاب بأنه  كان ينفذ أوامر تلقاها من قادته، هو لم يخطط لإعدام اليهود ولم يكن هناك سبب يجعله يكرهم هو مجرد ترس في المنظومة الشمولية الكبرى.
وهى النقطة التى استخدمتها (حنا) في مقالاتها، وأصابت قراءها بالصدمة، هي لا ترى أن المشكلة في (أدولف إيخمان)، بل السبب الحقيقي لما حدث هو النظام المستبد الذى رأى أن التطهير العرقي هو أسلوب التعامل الأمثل ليس فقط مع اليهود؛ بل مع كل من لم ينتسب للعرق الآري. الشر ليس في الأشخاص، الشر في الأفكار الشمولية التي تحول الأفراد إلى تروس في آلة عملاقة لدهس البشر.
وحتى الآن يمكننا أن نرى ذلك في كل مكان؛ فالجندي الذى يقوم بقتل المتظاهرين لا توجد بينه وبينهم أي ضغائن شخصية ولا يرى وجوههم من الأساس، هو ينفذ أوامر أُمليت عليه من قادته، ذنبه هنا ليس القتل، بل إنه ترك النظام يلغي شخصيته ويحوله لأداة لفعل أشياء لا يؤمن بها.
حقائق يهودية لا يتقبلون المصارحة بها
النقطة الثانية التي أثارت الكثير من الجدل هي اتهامها للزعماء اليهود قبل الحرب العالمية الثانية بالتواطؤ مع النازيين وتسهيل عمليات الاعتقالات، فمن رأيها أنه لولا وجود هؤلاء الزعماء لقلّ عدد المعتقلين للغاية.
وبالطبع، الرأي العام لم يتقبل مثل هذه الآراء، فاليهود هم الضحية ويجب أن يبقوا كذلك، وأي رأي يخالف ذلك هو مباشرة معاد للسامية حتى لو كان صادرًا من معتقلة سابقة.
مشهد ختامي متعة للعقل

بعد أن حاولت الجامعة أن تقصيها وتمنعها من إلقاء المحاضرات، تقرر أن تقيم محاضرة كبيره توضح بها وجهة نظرها لكل من يهمّه الأمر، خلال هذه المحاضرة شرحت (حنّا) كل أفكارها بطريقة غاية الروعة، سلبت من تحاضرهم ومُشاهد الفيلم عقله من روعة المنطق وقد استحقت في نهايتها تقدير كل من كان يزن الأمور بعقله وليس بعواطفه.
في النهاية، أريد أن أشيد بالممثلة التي قامت بدور (حنّا) (Barbara Sukowa) والتي أسرت المشاهدين بأداء رفيع المستوى ومكياج غيّر من ملامحها تمامًا، والفيلم بمجمله تجربة سينمائية تستحق المشاهدة.

فيلم Selma .. حين يُحرّف التاريخ ليزداد التشويق!


لا أحد يستطيع إنكار اننا هنا أمام فيلم جدير بالمشاهدة، قصة قويّة ومؤثرة عن قضية لايزال لها صدى رغم كل الخطوات التى تم أخذها للإنتهاء من العنصرية في الولايات المتحدة الأمريكية. أما عن بطل الفيلم فهو شخصية تاريخية أثّرت على حياة الملايين بأفكارها ومبادئها وبالفعل الفيلم مرشح لجائزة الأوسكار كأفضل فيلم.
لكن تم فى الولايات المتحدة الأمريكية مهاجمة الفيلم بسبب تصويره لبعض الحقائق بشكل غير دقيق بالإضافة إلى الظلم الذى تعرّضت له شخصية الرئيس الأمريكي جونسون من خلال تقديمه بالصورة الخاطئة التي ظهر عليها في الفيلم، ولكن لنترك كل هذا الجدل ونعود إلى الفيلم وإلى الأصول التاريخية للأزمة التى تم عرضها خلال ساعتان وهما عمره.

إعطاء الحق

lbj-king1_1_jpg_600x627_q85
سلما عبارة عن مدينة صغيرة في ولاية ألاباما يبلغ عدد ذوي الأصول الإفريقية بها حوالي نصف السكان ولكن حاكم الولاية العنصري وباقي موظفين الحكومة أنكروا عليهم الحق فى التصويت ولذلك عمدوا بطريقة مهينة إلى منعهم من تسجيل أنفسهم.
تفجّرت القضية أكثر بعد حادث تفجير في كنسية والذي راحت ضحيته أربع طفلات صغيرات، قام بعدها مارتن لوثر كينج بحملة فى سيلما للحصول على الحق فى التصويت وتضمنت الحملة بالطبع العديد من الوقفات الإحتجاجيه وهو ما أغضب الحاكم ودفع الشرطة إلى إستعمال العنف مع المدنين فى مشاهد موجعة للقلب بالفعل، ما أثّر في الرأي العام الأمريكي حتى بين بعض بيض البشرة الغير متعصبين للون وجعلهم ينضمون لهذه الوقفات من أجل وصولي أهالي سيلما على حقّهم في التصويت.

أوبرا وينفري.. مشاهد قليلة واداء رائع

s-winfrey
فى الحقيقة أن الأداء التمثيلي للبطل David Oyelowo فى دور مارتن لوثر كينج كان متميز للغاية وقد اُستخدم التشابه الشكلي بينهم ولكن لم يعتمد عليه فقط بل أتقن أسلوب الأخير في الخطابات والتشديد على بعض الكلمات بل حركات الأيدي كذلك.
ولكن الدور الذى جذبني للغاية هو الشخصية التى قامت بها الإعلامية أوبرا وينفري أثناء لعبها لشخصية بسيطة تكاد لا تنطق بضعة كلمات طوال الفيلم، لكن أعتبرها البطلة الحقيقية له، “آني لي كوبر” هي “سيلما”، هي الشعب الذى يكافح حتى يحصل على حقوقه، والتي تحمّلت السخافات من الموظّف الحكومي الذي كان بيده إنهاء أوراقها وأيضاً أسئلته الذي بلا معنى ولا هدف.
قد أدّت “أوبرا” الدور ببراعة شديدة وبمجرد تعابير وجهها أوصلت للمشاهد شعور القهر ثم التحدي ثم الفرحة بالنصر وقد ظهرت كممثلة محترفة.
Magic in the moon light .. حينما ينقلب السحر على الساحر

جدل قديم

150106180432-selma-movie-still-lead-segment-01-06-full-169
لقد فتح هذا الفيلم مرة أخري الجدل حول الحقائق التي يجب أن تحتويها الأفلام وهل يجوز تحريفها لصالح العمل الدرامي أم هذا تشويه للتاريخ؟
خلال أحداث الفيلم ظهر الرئيس جونسون كما لو إنه معارض للقانون الذى يعطي المواطنين سود البشرة الحق فى التصويت ويرغب فى تأجيله لإقتناعه أن أمور اخرى أهم، وأن مارتن لوثر كينج قد تناقش معه و تحدّاه بسبب هذا القانون و دارت بينهم العديد من النقاشات الحادة.
فى الحقيقة أن هذا الصراع لم يحدث، فعلى الرغم من الإختلافات الثقافيه بين الإثنين و الأولويات المتباينة فقد كانا متفقين علي هذا القانون، ولكن لإعطاء الفيلم طابع درامي أشد وتوضيح أهمية مارتن لوثر كينج فى الكفاح ضد العنصرية تم تحريف التاريخ فى هذه النقطة، مما أثار غضب الكثيرين و رأوا فى ذلك تشويه للحقائق فى عقول المشاهدين خصوصا لو كانوا صغار السن فسوف تترسخ لديهم معلومات خاطئة .

أقرّت الحقائق التاريخية أن وقت حدوث المظاهرات فى سيلما، القانون كان مطروح بالفعل على الكونغرس الأمريكي، وقد أهتم مارتن لوثر بالأمر حتى يضغط على الكونغرس ويظهر أمامه الغضب الشعبي.
فى النهاية سواء الفيلم كان دقيقاً في هذا النقطة أم لا، فمن المؤكد أن العنصرية الأمريكية كانت فى هذا الوقت في أوج قوتها ورغم إلغاء العبودية قبل ذلك بكثير فكانت لاتزال كائنة فى عقول وقلوب الكثير من البيض والذين أنكروا على شركائهم فى الوطن أقل حقوقهم سواء في التصويت أو التعليم أو حتى الإحترام.
إعلان الفيلم

لينك المقال الاصلي : فيلم Selma .. حين يُحرّف التاريخ ليزداد التشويق!