رسالة من مدمنة


أنا علياء طلعت يوسف، 29 سنة ومدمنة تنضيف.
ده اللي كنت هقوله في اجتماع مدمني التنضيف المتخيل للي عايزين يتعالجوا، بس بما إن مفيش جمعية لعلاج مدمنيي التنضيف يبقى مفيش -لسوء حظكم!- قدامي غيركم عشان أفضفض معاه.

التنضيف مش هواية ولا شغف، الموضوع ميزان بالنسبالي، لما بيكون المكان مش مترتب حواليّ بحس إن أفكاري نفسها مش مترتبة، وإحساس الاكتئاب بيعشش جوايا.
من فترة حصلتلي حادثة وحسيت إن سقف العالم وقع فوق دماغي وإني كان من الممكن بمنتهى السهولة إني أفقد أحب الناس ليّ، قضيت أيام في اكتئاب سخيف، خصوصًا إن كان عندي إصابات خفيفة مخلياني مش قادرة أقوم أنضف، وفي يوم من الأيام كنت وصلت لقاع الاكتئاب والحل اللي لقيته إني أهد الشقة وأبنيها من أول وجديد، بدأت في التنضيف الساعة سبعة مساءً، وخلصت الفجر وغسلت سجادة المطبخ المشهورة طبعًا. أثناء ما بعمل كده مخي كان في أصفى حالاته، حللت مواقف، أخدت قرارات، وبعد ما خلصت حسيت إن العالم بقى صافي ورايق من حواليّ.

ودورت ولقيت ست خطوات ممكن تساعد على التحكم في إدمان التنضيف:
1. الاسترخاء أولًا
من أكبر أسباب إدمان التنضيف أو اللجوء للتنضيف للوصول للراحة النفسية من التوتر والقلق عقلنا الباطن بيقولنا:
"لو قدرت أنضف بما فيه الكفاية، هقدر أتجنب الكارثة أو أخلى الأمور أحسن، أو أي حاجة إحنا محتاجنيها"، وبالتالي الاسترخاء قبل بداية عملية التنضيف بسماع موسيقى هادية أو حتى إننا نقعد مع نفسنا في هدوء هيخلي لما نبدأ تنضيف ميكونش الدافع بس القلق أو الخوف.

2. كسر روتين التنضيف
لازم نعترف إن إدمان التنضيف مش زي إدمان التدخين ولا المخدرات، في الآخر هي عادة حميدة، لكن الزيادة عن المعتاد هو اللي غلط، عشان كده العلاج لازم يكون بالتدريج.
مثلًا ممكن نأخر ميعاد التنضيف اليومي 20 دقيقة مرة، وفي مرة تانية نسيب جزء متعودين ننضفه لتاني يوم.. وهكذا، إحنا بس بنكسر الروتين الاستحواذي اللي مش بنقدر نخرج براه.

3. البحث عن الأسباب
زي ما قلنا إن التنضيف الزائد ممكن يكون بسبب التوتر والقلق، يبقى الحل الأمثل إننا ندور على أسباب القلق ده ونحلها، وبالتالي مشكلة الهوس هتقل تدريجيًا لغاية لما تنتهي تمامًا.

4. هل إنتي خايفة من التلوث والأمراض؟
في ظل الحياة اللي عايشينها والأمراض اللي بنشوفها بسبب الأكل الفاسد والمياه الملوثة طبيعي إننا نخاف من التلوث، لكن لازم نعرف إن مهما نضفنا البيت مفيش حاجة بتكون نضيفة مية في المية.

5. التركيز على أسباب المخاوف الحقيقية
غمضي عينيكي وتخيلي إنك مش هتنضفي النهارده، أكيد ابتديتي تحسي بالقلق وبالتقصير، إن روتين يومك هيبوظ، لكن خليكي مسترخية وفكري إيه اللي ممكن يبسطك غير التنضيف، إن مثلًا ابنك تكون درجاته كويسة، إن خلافك مع زوجك ينتهي، أو أي سبب تاني ممكن يكون السبب الحقيقي في قلقك، وتخيلي إن الحاجات دي حصلت بجد، وشوفي هل إحساسك بالقلق قل ولا لأ؟

6. زوّدي اهتماماتك
فكري لو قللتي الوقت اللي بتقضيه في التنضيف واليوم اللي بيتنظم على أساس الوقت ده، يا ترى هتعملي إيه؟ 
فيه أنشطة كتيرة ممكن تستمتعي بيها في الوقت ده، ولو الأرض محتاجة للكنس ممكن تقولي هخلص الصفحة دي من الكتاب وأقوم أكنس، من غير ما تحسي بالذنب ولا تأنيب الضمير.
فكري يا ترى تحبي الناس يقولوا عليكي "الست دي بيتها على طول نضيف" ولا يقولوا "الست دي حياتها بجد تستحق تتعاش".

بس نرجع بقى لبداية المقال.. أنا في جمعية علاج المدمنين المتخيلة بتاعتي، بحاول أتعالج، عشان كده بدل ما أقوم أنضف بعد ما الفجر أذن، أنا جيت أكتبلكم؛ من ناحية محسش إني المدمنة الوحيدة، ومن ناحية ممكن أحسس واحدة غيري إنها مش مجنونة وإن فيه زيها كتير.

المصدر: أضغط هنا 
للمقال الاصلي : رسالة من مدمنة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق