زنوبيا الأمبراطورة المنسية

زنوبيا الأمبراطورة المنسية
هى الملكة التى أسست مملكة تمتد من مصر إلى تركيا ، المملكة التى أطلق عليها المملكة الشرقية ، وعاشت فى القرون الاولى من المسيحيه فى الفترة مابين 240 و 274 م على وجهه التقريب..
أتخيلها طويلة ، نحيلة ، سمراء ، خليط ما بين كليوباترا وحتشبسوت ، عنيفة ، و لديها من التصميم والثقة بالنفس مايجعلها قادرة على تحدى الدولة الرومانية بكل قوتها وعنفوانها ..
امرأة مثقفة تعرف أكثر من لغة فهى تتكلم الآرامية والقبطية وبعض اللاتينية واليونانية ولها اطلاع واسع على تاريخ الشرق والغرب ، قرأت  لهوميروس وأفلاطون وكذلك ألفت كتب عن مصر وعن اسيا ..
وكما هو المعتاد، حكمت زنوبيا خلف ستار من زوجها أذينة لفترة ثم بعد أغتياله حكمت بأسم أبنها وهب اللات ، ورغم هذا فحين يتكلم التاريخ اليوم لن يتكلم عن زوجها ولا عن أبنها ،سوف يحكى بطولاتها ، سوف يحكى عن غزواتها وفتوحتها ، سوف يقول أنها مثال لما يجب أن تكون عليه المراة فى كل زمان ..
حكمت زنوبيا كما قلت مملكة تدمر مع زوجها وسواء كان زوجها من الطراز الحديث الذى يشارك زوجته الحكم أو كان ضعيف الشخصية أمام هذه المرأة الخارقة للعادة فأن فترة حكم زوجها كان لها فيها بصمات واضحة ، حتى تم أغتياله سواء على يد أعداءه من الرومان أو على يدها هى كما تقول بعض التصورات ..
بعد أغتيال زوجها قررت أن تحكم خلف أبنها وهب اللات ، وأثار هذا سخط الأمبراطورية الرومانية فأرسل الإمبراطور بعض الكتائب الرومانية لإعادة بسط النفوذ الروماني، ولكن زنوبيا حطمت هذه الكتائب..
ولم تكتفى بذلك بل قررت غزو مصر التى كانت مطمعاً كبيراً وفتحتها بكل سهولة ،وأخذت مملكتها فى الأتساع حتى حكمت أمبراطورية كبيرة من النيل وحتى البسفور وأضطر الأمبراطور إلى عقد أتفاق معها يقضى بوقف زحفها وغزواتها مقابل أعترافه بألقاب أبنها و أحقيته فى الحكم وكانت العملة تضرب بصورة وهب اللات على جهة وصورة الأمبراطور على الجهة الأخرى ..
ولكن خمر النصر أسكرت زنوبيا ولذلك أعلنت الأستقلال النهائى عن الرومان وأزالت صورة الأمبراطور أورليانوس عن العملات مما أغضبه وقرر القضاء عليها فجهز جيوشه وأنقض عليها فى أنطاكيه واستطاع أن يقهر القوات التدمرية في معركة كبرى دامية مما اضطرها إلى الانسحاب إلى تدمر .
تعقبهم أورليانوس نحو حمص متابعاً زنوبيا التي انسحبت إليها ، فأوقع بجيشها هزيمة أخرى ، شابهت ظروفها معركة أنطاكية ووصل تدمر وحاصرها حصاراً تاماً قضى على ما لدى التدمريين من المؤن، وكانت قد أعدت كل ما تستطيع إعداده من وسائل الدفاع إذ وضعت على كل برج من أبراج السور اثنين أو ثلاثة من المجانيق تقذف المهاجمين بالحجارة، وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، وصممت على المقاومة بشجاعة بطولية، معلنة أنه إذا كان لا بد لحكمها من النهاية فلتقترن هذه بنهاية حياتها.
كان أمام زانوبيا فرصة للأستسلام لكنها رفضت أن تعلن هزيمتها وجائت نهايتها نتيجة لهذا الشمم والكبرياء حيث تم أسرها لتنتهى قصتها فى التاريخ بهذا الأسر فعلى وجه التحديد لا أحد يعرف نهايتها وهل تم قتلها أم أنتحرت أن ظلت تعيش فى الأسر حتى ماتت ..
لكن رغم هزيمتها فقصة زانوبيا قصة امرأة عبقرية ، قوية قل أن تجد فى التاريخ مثيلاتها ..
هى الملكة التى أسست مملكة تمتد من مصر إلى تركيا ، المملكة التى أطلق عليها المملكة الشرقية ، وعاشت فى القرون الاولى من المسيحيه فى الفترة مابين 240 و 274 م على وجهه التقريب..
أتخيلها طويلة ، نحيلة ، سمراء ، خليط ما بين كليوباترا وحتشبسوت ، عنيفة ، و لديها من التصميم والثقة بالنفس مايجعلها قادرة على تحدى الدولة الرومانية بكل قوتها وعنفوانها ..
امرأة مثقفة تعرف أكثر من لغة فهى تتكلم الآرامية والقبطية وبعض اللاتينية واليونانية ولها اطلاع واسع على تاريخ الشرق والغرب ، قرأت  لهوميروس وأفلاطون وكذلك ألفت كتب عن مصر وعن اسيا ..
وكما هو المعتاد، حكمت زنوبيا خلف ستار من زوجها أذينة لفترة ثم بعد أغتياله حكمت بأسم أبنها وهب اللات ، ورغم هذا فحين يتكلم التاريخ اليوم لن يتكلم عن زوجها ولا عن أبنها ،سوف يحكى بطولاتها ، سوف يحكى عن غزواتها وفتوحتها ، سوف يقول أنها مثال لما يجب أن تكون عليه المراة فى كل زمان ..
حكمت زنوبيا كما قلت مملكة تدمر مع زوجها وسواء كان زوجها من الطراز الحديث الذى يشارك زوجته الحكم أو كان ضعيف الشخصية أمام هذه المرأة الخارقة للعادة فأن فترة حكم زوجها كان لها فيها بصمات واضحة ، حتى تم أغتياله سواء على يد أعداءه من الرومان أو على يدها هى كما تقول بعض التصورات ..
بعد أغتيال زوجها قررت أن تحكم خلف أبنها وهب اللات ، وأثار هذا سخط الأمبراطورية الرومانية فأرسل الإمبراطور بعض الكتائب الرومانية لإعادة بسط النفوذ الروماني، ولكن زنوبيا حطمت هذه الكتائب..
ولم تكتفى بذلك بل قررت غزو مصر التى كانت مطمعاً كبيراً وفتحتها بكل سهولة ،وأخذت مملكتها فى الأتساع حتى حكمت أمبراطورية كبيرة من النيل وحتى البسفور وأضطر الأمبراطور إلى عقد أتفاق معها يقضى بوقف زحفها وغزواتها مقابل أعترافه بألقاب أبنها و أحقيته فى الحكم وكانت العملة تضرب بصورة وهب اللات على جهة وصورة الأمبراطور على الجهة الأخرى ..
ولكن خمر النصر أسكرت زنوبيا ولذلك أعلنت الأستقلال النهائى عن الرومان وأزالت صورة الأمبراطور أورليانوس عن العملات مما أغضبه وقرر القضاء عليها فجهز جيوشه وأنقض عليها فى أنطاكيه واستطاع أن يقهر القوات التدمرية في معركة كبرى دامية مما اضطرها إلى الانسحاب إلى تدمر .
تعقبهم أورليانوس نحو حمص متابعاً زنوبيا التي انسحبت إليها ، فأوقع بجيشها هزيمة أخرى ، شابهت ظروفها معركة أنطاكية ووصل تدمر وحاصرها حصاراً تاماً قضى على ما لدى التدمريين من المؤن، وكانت قد أعدت كل ما تستطيع إعداده من وسائل الدفاع إذ وضعت على كل برج من أبراج السور اثنين أو ثلاثة من المجانيق تقذف المهاجمين بالحجارة، وتمطرهم بقذائف النفط الملتهبة، وصممت على المقاومة بشجاعة بطولية، معلنة أنه إذا كان لا بد لحكمها من النهاية فلتقترن هذه بنهاية حياتها.
كان أمام زانوبيا فرصة للأستسلام لكنها رفضت أن تعلن هزيمتها وجائت نهايتها نتيجة لهذا الشمم والكبرياء حيث تم أسرها لتنتهى قصتها فى التاريخ بهذا الأسر فعلى وجه التحديد لا أحد يعرف نهايتها وهل تم قتلها أم أنتحرت أن ظلت تعيش فى الأسر حتى ماتت ..
لكن رغم هزيمتها فقصة زانوبيا قصة امرأة عبقرية ، قوية قل أن تجد فى التاريخ مثيلاتها ..
للمقال الاصلي: اضغط هنا 

مسلسل تاريخي مُسئ أم مجرد مسلسل سئ آخر؟

لأعمال الفنية المبنية على أحداث تاريخية صفقة مغرية جداً لكل الأطراف، فالمؤلف يجد أمامه البنية الأساسية للقصة فقط فى حاجة لبعض التعديلات، والمنتج يضمن الدعاية للعمل من قبل البدء فيه خصوصاً لو كان هذا الجزء من التاريخ مشوق، والمخرج يسعد بأن يزين سجله أو سيرته الذاتيه بعمل تاريخى  يدل على  عمله الجاد فى مجال الفن ..!
أما المُشاهد فيقبل على العمل لعدة أسباب، منها حب الإستطلاع لمعرفة أحداث فترة تاريخية أو تفاصيل كانت مبهمة عليه أو على الأقل لمشاهدة عمل فنى أخر من ضمن أعمال كثيرة..

هل تصلح الأعمال الفنية لنقل التاريخ ؟

886
التاريخ هو الأثر المنقول عن السابقين وبالتالى هو خاضع للتحريف دوماً حسب رغبات واهواء من يكتبه ،ويقولون أن التاريخ يكتبه المنتصرون ولذلك لكى يدرس شخص ما التاريخ يجب أن يدرسه من جوانب متعددة ويجب أن يراعى الأقوال المتضاربة وينسقها ليعرف من الذى على حق ومن الذى على باطل ليصل فى النهاية إلى حقيقة ما حدث بالفعل ويصلح لأن يُطلق عليه تاريخ ..
فهل القائمين على الملسلسلات التاريخيه يقومون بذلك من جمع وفحص وترتيب للأحداث من أكثر من مصدر، أم أنهم يميلون فقط للمصدر الأكثر تشويقاً الذى سوف يعمل على جذب أكبر عدد من الجماهير دون العناية بصحة هذه الأحداث التاريخية التى يسردوها ..
والسؤال الأهم ،هل يتعامل المشاهد مع هذه المسلسلات على إنها أعمال فنية فقط ؟ أم يتعامل معاها على إنها مصدر من مصادر التاريخ ؟
فإن كان يتعامل معها على إنها عمل فنى فهذا يعنى أنه سوف يتم تقييم المسلسل أو الفيلم على إنه عمل سئ أو جيد من حيث التمثيل والقصة والإخراج وغيرها من طرق التقييم ..
ولكن إن كان يتم التعامل مع هذه الأعمال الفنية على أساس انها من مصدر نستقى منه التاريخ خصوصاً فى ظل تلاشى عادة القراءة نكون أمام كارثة حقيقية ..
ولتوضيح عمق المشكلة التى أتحدث معها سوف أعرض مثالين، ولكن هذا لايمنع أن هناك أعمال من مسلسلات تاريخية أخرى جيدة بالفعل و جديرة بحمل أسم مسلسل تاريخى ..

مسلسل حريم السلطان

6
مسلسل حريم السلطان من أعلى المسلسلات التركية مشاهدة ووصل إلى أربعة أجزاء، وتقوم أحداث المسلسل على عرض قصة حياة السلطان سليمان القانونى بالأضافة إلى الأحداث السرية التى تحدث بين جنبات قصره وبين الحريم فيه ..
نرى السلطان على مر الحلقات يتفرغ للحب والمشاكل بين هويام الجارية وبين أمه وزوجته وغيرها من الدسائس، فنتسائل من أين أتى بالوقت الكافى إذن للقيام بكل تلك المهام التى يذكرها التاريخ؟ ..
ومتى وجد الوقت ليجعل الدولة الإسلامية فى أقصى إتساع لها بسبب فتوحاته المتعددة التى وصلت من بلجراد إلى ليبيا ؟
هذا التسطيح لجعل المسلسل مشوَق هو الكارثة بعينها، لأن الكثير من المشاهدين والمشاهدات لن يفكروا فى البحث عن معلومات عن السلطان سليمان ليطابقوا بين الحقيقة والخيال، بل سيأخذوا المسلسل على انه مصدر تاريخى يعتد به، وتصبح صورة السلطان فى أذهانهم هو حبيب هويام الذى أعدم صديقه إبراهيم بسبب الدسائس وليس بسبب أن إبراهيم باشا كان ينتوى إقامة دولة إسلامية أخرى فى الشرق ..

مسلسل سرايا عابدين

intro
وها هو مثال حديث و بالفعل مثير للخيبة، فمسلسل يحتوى على هذا الكم من النجوم وهذا الإنتاج الكبير وحسن إختيار الأزياء الملائمة للفترة التاريخية يفشل بسبب معالجة خاطئة لفترة تاريخية مهمة من التاريخ المصرى ..
فمصر الحديثة منذ محمد على وحتى الخديوي إسماعيل فترة خصبة جداً بالتغيرات والأحداث، ومن المؤكد أن أى شخص يريد الكتابة عن الخديوي إسماعيل سوف يجد من المادة التاريخية المثيرة أكثر بكثير من مشاكل زوجات الخديوي ومن يحب ومن يعشق ومن يترك ..
الاسوأ من أنه مسلسل تاريخى مسئ أنه ايضاً مسلسل سئ، فحتى من حاول أن يشاهده من قبيل أنه عمل فنى مثل سواه يجد أنه أمام مسلسل ممل وغير مترابط الأحداث وممتلئ بالكثير من التفريعات التى لا تؤدى إلى شئ..
و غير الأخطاء التاريخية مثل عدم بناء سرايا عابدين التى تدور بها الأحداث فى الوقت الذى تدور فيه الأحداث فهناك أخطاء غير منطقية مثل أن الخديوي الذى كان يحتفل بعيد ميلاده الثلاثين أو بعد ذلك بسنة أو سنتين يكتشف فى الحلقة الأخيرة أنه لديه ولد فى العشرين من العمر !!
ولحل هذه المشكلة من وجهة نظرى المتواضعة يوجد حل من اثنين ،الاول أن يكون هناك لجنة مختصة فى الجهات الرقابية بحيث تحدد التجاوزات التاريخية وتعدلها بحيث لا يخرج العمل للجمهور إلا وهو بالفعل يصلح لأن يكون معبراً عن التاريخ ..
والحل الثانى أن يتم إنتاج مجموعة من الأفلام الوثائقية التاريخية لكن بشكل مشوق بحيث تجذب الجماهير وتُعرض فى أوقات تكون مناسبة بحيث تحصل على نسب مشاهدة معقولة ..
للمقال الاصلي: اضغط هنا 

فاشل هنا .. مُلهم هناك!

أتحدث اليوم عن فيلم رائع ، شاهدته قريبا وغير أفكارى فى عدة مواضيع، فمثلاً كانت الأفلام الوثائقية بالنسبة لى هى تلك الأفلام عن الحيوانات وعن الأماكن غير المكتشفة وغيرها من المواضيع التى لا تشوقنى، لذلك كان هناك بينى وبين قنوات الأفلام الوثائقية عداء مستحكم ، ولكن رغم أن هذا الفيلم وثائقى لكنه فى غاية الامتاع ،والقصة التى تشاهدها خلاله لا تقل فى أى حال عن اى قصة لأى فيلم سينمائى ..
الفيلم بعنوان Searching for Sugar Man ومن إنتاج 2012 وفاز بجائزة الأوسكار وجائزة البافتا كأفضل فيلم وثائقى، هذا غير عشرات الجوائز الأخرى والترشيحات ..

أين تدور أحداث الفيلم ؟

1
فى البداية كنت مشتته لا أفهم الصلات غير الواضحة فى الفيلم، فيبدأ فى جنوب أفريقيا ثم ينتقل إلى الولايات المتحدة ليحدثنا عن مغنى غير مشهور مجهول النهاية، فالأسطورة تقول إنه مات منتحراً على خشبة المسرح مرة بأنه أطلق الرصاص على نفسه ومرة بإشعال النيران فى نفسه ونهايات متعددة أخرى ..
وصدر لهذا المغنى أسطوانتين لم تحققا النجاح المرجو منهما مما أُثار دهشة المنتجين والعاملين فى هذا الحقل لروعة الأغانى، وتوقف بعدها عن الغناء ومن هنا جاءت أسطورة انتحاره التى لايعلم أحد إن كانت صحيحة أم خاطئة ..
نرجع إلى جنوب أفريقيا ليبدأ الجزء المشوق فى الفيلم ..

ملهم هناك ..

2
تبدأ أحداث الفيلم الممتعة فى جنوب إفريقيا حيث نعرف كيف انتقلت أغانى رودريغو إليها عن طريق الصدفة البحته فى حقيبة احدى الفتيات أثناء زيارة لصديقها، ومن هناك اشتعلت الشرارة وتم صناعة ملايين النسخ من هذه الاسطونة ليصبح روريغو الفنان المنسى الفاشل فى الولايات المتحدة الأمريكية، أيقونة الغناء والفن فى جنوب إفريقيا..
لفهم سبب هذه الشعبية الجارفة يجب توضيح عدة أمور، أن جنوب إفريقيا كانت تلتهب فى السبعينات والثمانيات بصراع التفرقة العنصرية بين البيض الذين إستوطنوا البلدة وبين أهالى البلاد الأصليين ، وكان الكثير من الشباب الرافض لهذه الممارسات العنصرية يعيش فى ظل جو قمع شديد فى كل المجالات السياسية وحتى الإجتماعية ..
فكانت هذه الأغانى الحساسه التى عبر بها الفنان رودريغو عن الحرية وعن الحب المفتوح ، عن حياة أخرى تشبه الأحلام الهيبيه ، كانت بمثابة طاقة نور لدى هؤلاء الشباب فتعلقوا بالفنان وتداولوا أغانيه مثلما كان يتم تداول أغانى البيتلز وغيرهم من الفرق المشهورة على الجانب الأخر من العالم.

رحلة بحث

لماذا تم انتاج هذا الفيلم ؟ هل فقط ليخبرنا عن هذه الظاهرة الغربية ؟
فى الحقيقة لانتاج هذا الفيلم قصة مشوقة وكانت بدايتها رغبة أحد الصحفيين فى كتابة مقال عن الفنان رودريغو ولذلك بدأ عملية بحث عن أصول هذا الفنان الغامض ..
كان فقط يريد أن يسبر غموضه ويجمع معلومات عنه، وفى خلال عملية البحث أنشأ منتدى عن روديغو على الشبكة العنكبوتيه .. ومع الوقت أكتشف هذا الصحفى أن رودريغو لم يمت !
لازال حياً يعيش فى الولايات المتحدة الأمريكية لكن لا أحد يعرف مكانه ، وتم هدم أسطورة انتحاره فى هذه اللحظة ، وهنا قرر الصحفى أنه جمع من المعلومات مايكيفيه لمقاله ونشره ..

مفاجأة القدر

الذى لم يتصوره أن إبنة رودريغو رأت المنتدى الذى أنشأه وقامت بالتواصل معه ومن هنا بدأ فصل جديد فى الحكاية ..
فعن طريق الإبنة تم الوصول للأب وذهب بنفسه ليقابل أيقونة شبابه وشباب جنوب إفريقيا..
ومن هنا تأتى مفارقة القدر وسبب عنوان المقال ..
فرودريغو أنجح فنان فى جنوب إفريقيا يعد لاشئ فى الولايات المتحدة، مجرد مواطن ذو أصول لاتينيه يعمل عمل متواضع لا يكاد يكفى ليعيش حياة لائقه هو وبناته ..

من اللا شئ إلى كل شئ

3
وتأتى الدعوة المنتظرة إلى ردوريغو للسفر إلى جنوب إفريقيا ليحصد نجاح لم يكن يعرف بوجوده ..
المفاجأة ، الدهشة ، دفقات السعادة الغير مرتقبة ، كل هذا شعر به وأكثر حين رأى الإستقبال الحافل فى جنوب إفريقيا ..
وقام هناك بإحياء عدد من الحفلات وأمتع جمهوره واستمتع لأول مرة بطعم الشهرة التى توقف منذ عقود عن البحث عنها ..
رحلة روديغو أو البحث عنه رائعة وملهمة للغاية ، فمن الممكن أن يكون الانسان فى غير مكانه طوال عمره، فى حين أن نجاحه وتفوقه ومستقبله فى مكان أخر لكن لعبة المصادفات لا تترك أحد فى حاله ..
للمقال الاصلي: اضغط هنا 


محبى مسلسل جرايز أناتومى سوف يفهمون هذا العنوان جيداً ولن يحتاجوا إلى أى تفسيير ..
بعد أيام يبدأ الموسم الحادى عشر من مسلسل جرايز أناتومى، 11 عاما متابعة لمسلسل ما ليس بالعدد القليل من السنوات، تزيد هذه الفترة عن عقد كامل من العمر، فمن بدأ مشاهدة المسلسل وهو مراهق سيشاهد هذا الموسم الجديد بعد ما أن تحول إلى رجل يحمل مسئوليات أو أم تربى أطفالها ..
قليل هى المسلسلات التى تم متابعتها بمثل هذا الحماس لهذا العدد من السنين، لكن الأهم من طول المسلسل هو المواضيع التى يتناولها المسلسل والتى تؤثر فى مشاعر الملايين، بل وتؤخذ منها اقتباسات يتذكرها محبيه فى مواقفهم الحياتيه المختلفة ..

تعريف بالمسلسل

greys_anatomy_2013-1090 مسلسل جرايز أناتومى لمن لم يعرفه ، هو فى الأساس مسلسل طبى ، تدور أحداثه حول مجموعة من الجراحين وتنقلهم فى مراحلهم الدراسية المختلفة أثناء تدربيهم الجراحى فى مشفى سياتل جرايز..
لكن على عكس غيره من المسلسلات فهو يعطى الأولوية للأطباء والمشاكل التى يقعوا بها وتورطاتهم العاطفية المختلفة أثناء عملهم ..
وعلى الرغم أن المسلسل قد وقع فى نفس الفخ الذى يقع فيه أى مسلسل متعدد المواسم وهو الأضطرار إلى تغيير الممثلين لتركهم العمل أو لأى أسباب أخرى ، فأن مؤلفة المسلسسل شوندا راهيمس قد تلافت شعور المشاهدين بالغربة مع أى ممثلين جدد ..
فحتى حين دخل مجموعة كبيرة من الممثلين فى الموسم السادس لتغطية خروج بطلين مهمين من أبطال المواسم الأولية “إيزى وجورج ” تم هذا بالتدريج وحالياً حين ترى مثلا جاكسون أفرى أو أبريل كيبنر تشعر كما لو أنهم أبطال المسلسل منذ البداية ..

نضوج الأبطال

greys-anatomy-professional-group النقطة الأهم فى المسلسل هو نضوج الأبطال بطريقة منطقية ، وقد لاحظت هذا حين أعدت مشاهدة المسلسل منذ البداية ، فحين تشاهد الشخصية فى المواسم الأخيرة وتشاهدها فى الحلقات الأولى تشعر أن هناك اختلافات جوهرية حدثت فى الشخصيات لكن هده الاختلافات حدثت بصورة تدريجية مثلما يحدث فى الحياة دائماً..
فشخصية مثل أليكس الذى كان فى المواسم الأولية مجرد شاب أنانى، لا يهتم إلا بنفسه، مكروه من الأخرين بسبب تصرفاته المؤذية والسخيفة تجده فى الموسم العاشر ، الطبيب الذى يعمل على تعليم المتدربين و وبعد أن كان هدفه طب التجميل تحول إلى طب الأطفال الأصعب على الأطلاق ..
اليكس كاريف هذا التحول فى الشخصية سر جماله أنه يشبه كثيراً الطبيعة البشرية الحقة ، فالانسان حين ينضج يكون عن طريق التجارب المختلفة والتى تغيره شيئا فشيئاً، فليس من طبيعة الأمور أن يقرر شخص تغيير نفسه ويصبح مهتم بالأخرين فيستيقظ صباحاً ويفعل هذا..
الحياة أعقد من ذلك ، وسر نجاح شوندا مؤلفة المسلسل أنها عرفت كى تحاكى الحياة ، وتضع أبطالها فى المواقف التى تؤهلهم للتغيرات التى تريدها ..

النهايات المأساوية

عامل التشويق مهم جدا فى هذا المسلسل، ففى نهاية كل موسم يجب أن يكون المشاهد متشوق للموسم الجديد، وبالتالى تعمل المؤلفة على نهايات كل موسم لتصبح حلقات أسطورية ..
لكن للأسف كانت فى كثير من الأحيان تجنح إلى التطرف فى الأحداث المأسوية لدرجة غير منطقية ، فلا يوجد مجموعة من البشر تعرضوا لكل هذه الأحداث الحزينة كما تعرضت شخصيات هذا المسلسل كما لو أنها ملعونة أو منحوسة ..
من حالات الموت المفاجئ لحوادث الطيارات ، لقاتل جماعى مهووس، هذا غير حالات السرطان والزهايمر..
لا يعنى هذا أن المسلسل كئيب، فكثير من المشاهد تشعرك بالأمل والبهجة ، لكن الأكثر منها قد يستدر دموعك ..

وداعاً كريستينا

sandra_oh_58289 يواجه الموسم القادم أصعب اختبار وهو رحيل بطلة المسلسل كريستينا يانج ، وهى ممثلة رئيسية فى المسلسل منذ البداية وكانت تدور الأحداث دوماً حولها هى وشريكتها الدائمة ميرديث ..
بوداع كريستينا فقد المسلسل عدد كبير من محبيه ومعجبيه، وترك كثير من الأماكن الفارغه فى حياة باقى الأفراد ، فمثلا من سيحتل مكانها كصديقة لميرديث ، وماذا عن أوين؟ هل سيقع فى الحب مرة أخرى ؟
الموسم القادم الذى سيبدأ بعد أيام سيحمل أجابات على كل هذه الأسئله..
وأهم الأسئله ، هل ستخرج شوندا من مأزق غياب كريستينا ؟ أم أن المسلسل يسير نحو الهاوية ؟
للمقال الاصلي:اضغط هنا 

التواصل البشري VS العالم الافتراضي.. من يفوز بالصــراع!؟

مشهد 2014
عائلة مكونة من جدة وأم و طفل يجلسون فى مقهى فى إحدى المجمعات التجارية الراقية ، الجدة تمسك هاتفها المحمول و تتابع شئ على شاشته ، الأم تتابع أحدث مانزل على  الفيس بوك ، والطفل يلعب إحدى ألعاب الأندرويد على جهاز لوحى..
مشهد 2004
ذات المقهى، و من الممكن ذات العائلة أيضاً، يجلسون يتبادلون الحديث عن أحداث العائلة وبعض الاجتماعيات مع المزاح الخفيف ..
الفارق بين المشهدين ليس العشر سنوات ، قدر التغيرات التى دخلت علي مجتمعاتنا نتيجة التكنولوجيا الحديثة وكثرة مواقع العالم الافتراضى مثل الفيس بوك ، وتويتر واليوتيوب وغيرهم ..
وكذلك الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية التى سَهلت الدخول إلى هذه المواقع وجعلتها من الممكن الوصول إليها فى أى مكان.
عالم جديد فتح أبوابه لنا والطريق أمامنا فى غاية التمهيد فلماذا لا نلجه ؟ بالاضافة إلى تميزه بالجاذبية الشديدة والتنوع والتغير من لحظة إلى أخرى ، فمن الممكن أن نقضى نهارنا وليلنا على المواقع المختلفة دون الشعور بالملل..
لا يستطيع عاقل أن يهاجم هذه المواقع وينكر أهميتها وفوائدها الكثيرة ، والنقلة النوعية التى أحدثتها فى حياة البشر والتقارب والتبادل الثقافى على المستوى الواسع مابين حضارات مختلفة..
لكن ككل اختراع حديث أو اضافة للفكر الأنسانى ، يمكن استغلالها بطريقة مفيده وممكن استغلالها بطريقة مضرة أو على الأقل غير مفيدة ومضيعة للوقت ..
توضيح هزلى للفكره.. حصل طالب أجنبى على جهاز لوحى من جامعته ، ويقوم هذا الطالب بتحميل أبحاث وكتب تخص دراسته ، وعلى الجانب الآخر طالب عربى يحصل على ذات الجهاز اللوحى فأول مايقوم به تحميل الألعاب المختلفة والدخول على مواقع التواصل الاجتماعى ..
الفارق بين هذين الطالبين ليس الجنسية قدر ماهو أيدلوجية التفكير المتبعة فأحدهما يرى فى التكنولوجيا مساعد له فى أهدافه يسهل له الوصول إليها ، فى حين أن الأخر لا يرى فيها إلا وسائل للتسلية والترفيه والمتعة، أما الجانب التعليمى أو الثقافى جانب هامشى إن أحتاج إليه سوف يبحث عنه!
للأسف المشكلة فى كيفية الاستخدام الصحيح للتكنولوجيا الحديثة مما أدى إلى حدوث خلل فى العديد من المواضع وأهمها التواصل البشرى، فتم الاستعاضه عنه بالتواصل فى العالم الأفتراضى ، فنجد أخ وأخته يفصل بينهما جدار وتتم محادثات طويلة بينهم على فيس بوك مثلاً، أو شخص لا يعرف أخبار عائلته إلا عن طريق تغريداتهم على تويتر..
هذا الخلل قد يؤخذ اليوم بهزلية على أساس أنه شئ عابر ، لكن فلنفكر فى الأجيال القادمة التى تتربى الان على أن القطة هى الصورة التى تتحدث لها فى لعبة القط توم لدرجة أنها عندما ترى قطة حقيقة قد لا تتعرف عليها !!

هل هى موضة وستُنسى أم أنه واقع ؟

سألت فى إحدى الندوات الكاتب المعروف د. أحمد خالد توفيق عن هذه الحالة من الاستعاضة بالتواصل الالكترونى عن التواصل البشرى وهل هى حالة مؤقته بسبب هذا الزخم من التكنولوجيا فى فترة قصيرة أم أن هذه حالة مستديمة وكانت أجابته بمنتهى الاختصار..
هذا التغيير جاء ليبقى وأنه لم يعد هناك رجعه فشكل المجتمع ذاته سيزداد تغيراً كلما استمر الوضع على ماهو عليه
ولهذا التغيير الكثير من التبعات على المدى القصير والبعيد فما نراه الان موضة حديثة أو اسلوب حياة جديد وطريف بعد القليل من الوقت سوف يصبح الوضع المعتاد ويأتى اليوم الذى نفتقد فيه التواصل الفعلى فلا نجده..
فلنفكر فى الأطفال الذين لايروا تواصل بشرى بين الأب والأم فهم إما مجتمعان وكلا منهم يحدق فى هاتفه أو أمام التلفاز فى صمت ، ما هو المثال الذى يأخذه الطفل من هذه العائلة ؟ ومن أين المفترض أن يتعلم التواصل البشرى؟ فلا عجب أن كثيراً من الأطفال فى الوقت الحالى لا يستطيعون الكلام فى الوقت المفترض ،والحاجة إلى أطباء التخاطب زادت عن الماضى كثيراً..
الان السؤال الذى يطرح نفسه هل يفوز التواصل البشري فى الصراع الدائر بينه وبين العالم الافتراضي ؟ وماهى نتائج هزيمته المتوقعة على مجتمعنا؟
للمقال الاصلي: اضغط هنا

الأدب النسائي حين يكتبه الرجال

الأدب النسائى فى تعريف بسيط ليس هو الأدب المقدم للنساء فقط أو تكتبه النساء فقط، بل هو الأدب الذى يدور عن عالم المرأة والذى يتحدث عن خفايا تعيشها وتدور فى ذهنها، عن مشاعر لا تشعر بها سوى الأنثى وبالتالى له حسابات وقواعد أخرى شديدة الخصوصية والتميز..
منذ فترة تتواجد فى المكتبات مجموعة قصصية بأسم “بريود صمت أنثوى صاخب” لمؤلفها محمد متولى ..
1535750_637333856312813_1254793183_n
المميز حول هذه المجموعة أن الكاتب يروى القصص من وجهة نظر الأنثى ، فكل القصص أبطالها من النساء وهو يضع وجهة نظره على لسانهن ..
رغم أن هذا جهدا مشكورا من الكاتب الذى يحاول أن يصور مشاعر المرأة المكبوته وبعض الضغوطات التى تتعرض لها فى حياتها لكن للأسف عالم المرأة لا يستطيع أن يعبر عنه رجل بهذه السهولة ..
كمثال ، فى احدى البرامج التلفزيونية عن التحرش لبس أحد الشباب ملابس فتاة وتم تصويره وهو يمشى فى الشارع بهذه الملابس لمعرفة ردود الأفعال حوله ، بعد التصوير تكلم هذا الفتى عن مدى معاناته أثناء الوقت الذى كان به فى ملبس الفتيات ،
وشعوره أنه لايستطيع أن يرفع نظره لينظر إلى شئ خوفاً من أن يظن شاب من الذين من حوله أنه يجتذب أنتباهه ، وإحساسه أنه بحاجة إلى حرية فى الحركة ومساحة من حوله حفاظاً على احترامه ..
فعلى من يكتب من وجهة نظر أنثوية أن يحاول أن يتلبس الأنثى ذاتها ولا يكتب وجهة نظره هو على لسان الأنثى حتى ولو كان منصفاً لها ..

هل تفكر المرأة مثل الرجل ؟

من الأخطاء الفادحة التى وقع بها الكاتب هو وصفة للحبيب من وجهة نظر الأنثى ، فعلى لسان بطلاته كان يصف فى محاسن الحبيب الشكلية وشعور الفتاة تجاه حسنه وبهائه ، فى حين أن المرأة بشكل عام حين تفكر فى حبيبها لا تفكر بصورته الشكلية قدر تفكيرها فى حنانه وتقديره لها، وحبها له يأتى على هذه الأسس وليس على الأسس التى يعتبرها الرجال أساسية للحكم على الفتاة من المظهر والجمال وخلافه ..
لكن على الجانب الأخر هناك أمثلة لكتاب من الرجال كتبوا على لسان الأنثى وبرعوا فى ذلك منهم على سبيل المثال نزار قبانى ويوسف السباعى ..

نزار قبانى والأدب النسائى

nizar-qabani2
ففى قصيدة نزار قبانى رسالة من سيدة حاقدة على لسان المرأة التى يرفض حبيبها دخولها إلى منزله وشكها فى وجود امرأة أخرى فى مكانها نجده يقول :
وصرخت محتدماً : قفي ! والريح … تمضغ معطفي …
والذل يكسو موقفي … لا تعتذر يا نذل لا تتأسف
أنا لست آسفةً عليك … لكن على قلبي الوفي
قلبي الذي لم تعرف … ماذا لو انك يا دني … أخبرتني
أني انتهى أمري لديك … فجميع ما وشوشتني
أيام كنت تحبني … من أنني …
بيت الفراشة مسكني … وغدي انفراط السوسن
أنكرته أصلاً كما أنكرتني …
لا تعتذر …
فى هذه الكلمات نرى قسوة الجرح ومرارة الذل و محاولة لم شتات الكرامة المهدرة ، فالمرأة ترفض أن تكون له الكلمة الأخيرة وما صور أحد قط هذه المشاعر بروعة تصوير نزار قبانى فى هذه القصيدة ..

يوسف السباعى رائد الروايات الرومانسية

____ _______
أما عن يوسف السباعى فله العديد من الروايات والقصص التى كتبت على لسان المرأة ومنها إنى راحلة التى يعيش القارئ فيها مع البطلة مراحل حبها جميعاً ومراحل ضعفها والظلم الذى وقع عليها وهربها مع حبيبها الذى يموت بين يديها لتقرر أن تصحبه فى رحلة الموت بالأنتحار ،
على قدر السوداوية فى هذه الرواية إلا أنها تلقت صدى واسع من الشهرة والمحبة وخصوصاً من النساء بسبب أن ما من امرأة وضعت نفسها موضع البطلة إلا شعرت أنها سوف تتخذ ذات القرار فى النهاية ..

ماهو سر نجاح نزار قبانى ويوسف السباعى فيما فشل فيها الأخرون ؟

السر فى شهرة هاذين الكاتبين بالذات فى الكتابة على لسان المرأة هو الحساسية الشديدة التى كاننا يتميزان بها والقدرة على التماهى مع الشخصية التى يكتبان عنها ..
هذا غير أن وجهة نظر كل منهم فى المرأة كانت التقدير والاحترام إلى حد التقديس فمن يقرأ قصائد نزار قبانى يلاحظ رغم أنه يصف كثيراً من محاسن المرأة فى صورة قد يراها البعض مستهجنة فى مجتمعنا العربى لكن هذا الوصف فيه الكثير من الإجلال والنظرة الهيابة لهذه المفاتن ،
وكذلك تكفيه قصيدته فى رثاء زوجته بلقيس التى تعتبر من أروع قصائد الرثاء فى العصر الحديث ، و يلاحظ أهتمام الكاتب لنظرة المجتمع للمرأة ومحاولته دائماً الدفاع عن حرياتها فى كل مجال..
أما عن يوسف السباعى فمن المعروف عنه أحترامه الشديد للمرأة ولدورها فى حياة الرجل عموماً وحياته خصوصاً، فنجد دائما فى كتب السيرة الذاتية التى كتبها عن نفسه الكثير من القصص عن والدته ومدى شدتها ورحمتها ومحبتها لأولادها وكيف قامت بتربيتهم وحدها بعد وفاة والدهم هذا غير محبته لزوجته وأحترامه الدائم لها وحفاظه على حياتهم رومانسية حتى وفاته..
فالأدب النسائى ليس حكراً على النساء قدر ماهو حكر على من يستطيع أن يفكر بقلب وعقل النساء ..
للمقال الاصلي: اضغط هنا 

هيبتا.. حين تصبح المجاملات سم قاتل!

فى البداية وحتى لا تسئ الظن بى عزيزى القارئ أنا لا أنتوى أن أنقد الرواية وكاتبها محمد صادق قدر نقدى لقراء الرواية ..
فللأسف الجانى على هذه الرواية هم القراء وبالأخص أصدقاء الكاتب ومحبيه ، الذين جعلوا من أنفسهم بوق دعاية لها ، وكانوا ماهرين فى عملهم حتى راجت الرواية وجنت سمعة حسنة جدا ولكن تسبب هذا فى حدوث شئ قاتل لأى عمل أدبى وهو التوقعات العالية ..
فحين تنوى قراءة رواية ولا تسمع عنها سوى أنها عمل فنى رائع وليس له مثيل فى الأدب العربى وأن حياتك بعدها لن تكون مثل حياتك قبلها ، وأن مفهومك عن الحياة نفسه سوف يختلف بقرائتها فرغماً عنك سوف يرتفع سقف توقعاتك ويزداد حماسك للقراءه ومن هنا تأتى الصدمة ..
فالرواية لا ترقى لهذه التوقعات العالية وليس بوسعها تغيير حياه من قراءتها ، فعلياً قليلة جداً الأعمال الأدبية القادرة على تغيير حياة من يقرأها ؛ وحتى هذه،  يجب أن يكون القارئ فى حالة تغير ويساعده العمل نفسه.
نرجع إلى الرواية والقارئ ، فى هذه الحالة ماذا يكون شعور القارئ؟
من المؤكد سيشعر بالإحباط الشديد والغضب على الكتاب والكاتب وعلى وقته الذى ضيعه فى هذه الروايه وقد يكون قاسى جداً فى نقده لها ، ومن هنا يأتى الضرر الذى لم يتوقعه محبى الكاتب حين قاموا بدعايتهم المبالغ فيها ،رغم أن الراواية فى حد ذاتها ليست سيئه قدر ماهى رواية عادية.
من الممكن قرائتها فى وقت فراغك أو حين تشعر بالملل وستشعر بالتسلية الحقيقية وقد لا تستطيع تركها دون أن تعرف ما سيحدث لأبطالها فى النهاية وقد تستمتع بها أيضاً فقط إن عاملتها على أساس وضعها كرواية مسلية أخرى..

موضوع الرواية

الرواية تناقش موضوع أستهلك من فرط الحديث فيه وهو الحب والعلاقات الأنسانية ، لكن مع نظرية الكاتب وتقسيم للحب على سبع   مراحل، ومن هنا عنوان الروايه فهيبتا هو رقم 7 فى اللغة اللاتينيه ..
فكرة السبع مراحل التى تشرحها الروايه لم تعجبنى وأحسست أنها مفتعله فى بعض المواضع، كأن موقف أو ومشهد معين مضاف بغير حاجه فقط لكى يتم إدراج مرحلة أو تمرير فكرة معينة ..
كما يعيب القراء على الكاتب أن هناك بعض الأفعال غير المنطقية من الأبطال، كتصرفات رؤى مع البطل ووقوعهم فى الحب بهذا الشكل السريع ، شخصيتها المنفتحه و قصة حياتها التى تخلو من المنطق تماما ُ، تشعر كما لو أن الكاتب أراد أن يضيف بعض التوابل الرومانسية لكن جائت بصيغة غربية كما لو أنها مستقاه من فيلم أمريكى وليست رواية مصرية.
المشكلة أن الكاتب كان يشعر بكل هذه العقبات التى يشعر القارئ بها، لكنه كل بضع صفحات يحاول أن يخفف عنه على لسان المحاضر أسامه ويقنعه أنها فى النهاية قصة خياليه ولماذا لا نفسح المجال لبعض الخيال فى حياتنا؟
ولكن فى النهاية نعرف أن القصة حقيقية وأن ا، ب ، ج ، د شخصيات من لحم ودم فلماذا هذا التناقض؟ وإن كنت تعلم أن هناك ما سوف يثير حفيظة القارئ لماذا أصررت على أضافته وأقناعه به ؟

أكثر مايميز الرواية

أما عن أكثر ما أعجبنى فى الرواية فهو فكرة أن الحب متغير بمراحل الأنسان المختلفة ، فحب الطفل يختلف عن حب المراهق يختلف عن حب الشاب وهو مغاير تماماً لحب الرجل فى منتصف العمر ، رغم أن كل هذه المراحل لشخص واحد بتاريخ واحد ، لكن النضج من مرحلة لأخرى  والمعارف والتجارب التى يعيشيها الأنسان تجعله هو شخصياً يتغير سواء بأرادته أو رغماً عنه ، وبالتالى مفهومه عن الحب وأحتياجاته وتطلعاته ذاتها تختلف ..
كنت أتمنى لو أن الرواية ركزت على هذه الفكرة أكثر من تركيزها على فكرة مراحل الحب السبعة التى أدت إلى تشتيت القارئ مابين الأربع شخصيات الرئيسية بقصصهم وبين المراحل السبعة ، ففى النهاية لم يركز فى تفكيرى سوى الشخصيات أما المراحل فلا أتذكر منها حتى الأسماء ..
أما عن الأخطاء الإملائية والنحوية وصياغة الرواية نفسها فهذا باب طويل يحتاج إلى مقال منفصل عن الأهمال فى دور النشر الذى يجعل الروايات تخرج للقارئ بهذا الشكل المزرى ..
فى النهاية أكرر أن الرواية مسلية فعلاً وتصلح كفاصل لطيف بين كتابين دسمين، لكن لا تتوقع منها أكثر من ذلك حتى لا تصاب بالإحباط.
للمقال الاصلي: اضغط هنا

لا تقرأ رواية ” لا توجد سكاكين فى مطابخ هذه المدينة ” !

فى المعتاد أن تجد مقال يشجعك على قراءة كتاب أو رواية معينة ، لكن فى هذا المقال سوف أسرد لك الأسباب التى تدفعك لعدم قراءة هذه الرواية، وهى  أول ما قرأت للروائى خالد خليفة لذلك لن أحكم على الكاتب بل كلامى عن هذه الرواية فقط..
من العوامل المشجعة للإقبال على هذه الرواية ترشحيها لجائزة البوكر الجائزة الأشهر فى عالم الأدب العربى فى هذه الأيام ، كما أنها تكلمنا عن الواقع السورى فى عصر ماقبل الربيع العربى وهو جزء غامض بالنسبة للكثيرين ممن كانوا منغلقين على عالمهم المحلى..
لا أنكر أن البداية قد تكون مشجعة لكن مع الوقت تجد أنك تتوه بين أحداث فرعية على خلفية تصلح لأن تكون رواية عظيمة فى حد ذاتها، الكاتب يحصرنا فى عائلة صغيرة يعبر بها عن القمع الذى كان يعيشه المجتمع السورى ، لكن المأساه أنه أختار عائلة مشوهه لا تصلح لهذا الغرض فمن المفترض أن تكون هذه العائلة هى مثال على كل المجتمع ،وبالتالى طبيعه تنطبق عليها أغلب صفات الشعب السورى بحيث من الممكن أن تزيل شخص منها وتضع مكانه مواطن سورى بدون أن تشعر بأى إرتباك..
لكن على العكس..
إختار عائلة غريبة تجمع ما بين خال شاذ جنسياً و أبنة منفلته الأخلاق حتى النخاع وبدون سبب منطقى ولا طبيعى فهى منفلته لأنها تحب ذلك ثم تقرر أن تترك كل هذا لتزوى فى صمت دون سبب أيضاً، وأخ يحب أخته بصورة غير منطقية وراوى على هامش الروايه ليس له أى أهمية..
فأنا كقارئه عربية أرفض أن أحصر المجتمع السورى فى مثل هذه الصورة البشعة من العهر والعلاقات المشينة والتى تصل لما يقارب زنى المحارم فقط لإثارة أهتمام أنواع معينة من القراء أو لتوضيح مدى الأنفتاح الذهنى لدى الكاتب..
هذا غير عيب فنى كبير فى الرواية وهو الأنتقالات غير المنطقية للأبطال من مكان لمكان أو من حقبة لحقبة زمنية أخرى حتى تجعل القارئ يشعر كما لو أنه أغفل جزء من الرواية ..

أهناك مايميز الرواية؟

أما عن الجزء الأهم الذى شد القارئ من البداية وهو الواقع السياسى الذى كان يعيشه المجتمع السورى فتجده على الهامش تماماً ، بل يتم إقحامه من وقت لآخر فقط للحفاظ على سمعة الرواية السياسية،فنجد الأخت تنضم لمليشيات الحزب الحاكم و تصبح أداة ترويع وبث الرعب لبعض الوقت فقط للكلام عن هذا الجزء فى التاريخ السورى رغم أن هذا لا يتوافق مع الشخصية ذاتها وتشعر طوال الوقت أن هذا التطور غير طبيعى للشخصية   ..
الشخصية الوحيدة التى رُسمت بطريقة جميلة رغم أنها فى غاية القسوة هى الأم التى تأتى من وسط راقى لكن تتركه فى سبيل الحب والحبيب الذى يلفظها بعد أن تزوجته وأنتقلت من حلب إلى قريته النائيه وحاولت التعايش مع الواقع المغاير لأحلامها ولكن حين تتأكد أنه لاسبيل للعيش مع زوج خائن فى واقع تعيس تتركه لترجع إلى حلب ..
وتُصدم حين تجد أن حلب لم تعد حلب التى تركتها والتى تأخذ فى التغير مع كل دقة ساعة للأسوء لكن تظل الأم تتشبث بالمظاهر التى تحبها للمدينة ، فتشترى الأثاث وتجدده وتقرأ المجلات التى تحبها وتسمع ذات الموسيقى وكأنها ترفض الواقع وتعيش فى واقع مغاير من صنعها ..
الأم التى قبلت أن تتخلى عن أحلامها من أجل الحب ، لكن حبها للكمال وخوفها من نظرات الناس جعلوها تطمس أمومتها وتخفى أبنتها المريضة عقلياً وتعاملها كما لو أنها غير موجودة وتكاد تتمنى موتها فى كل دقيقة وحين توافيها المنية تدفنها كما لو أنها تتخلص من المهملات فى الليل فى مشهد شديد القسوة ..لتنهزم فى النهاية على يد الزمن لتشعر أنها مجرد خردة وجسد حى فى أنتظار الدفن وأبناء رافضين لوجودها وقيمها وأفكارها ويشعروها أنها كائن زائد عن الحاجة ..
حلب هى الأم القاسية فى وجهة نظر الكاتب التى فقدت روحها و أصالتها وتكاد تقتل أبنائها من شدة قسوتها  !
وفى النهاية يظل العنوان هو الأقوى والاوقع فى كل الرواية ، فلا سكاكين فى مطابخ هذه المدينة يتسائل الأب الذى قتل أولاده ثم أنتحر بسكين المطبخ هرباُ من الواقع المقزز الذى يعيشه ، ويريد ان يعرف الأب لماذا لم يفعل الجميع مثله ؟

لينك المقال الاصلي: اضغط هنا