باولا الألم الذي لم شمل الأحباب

رواية اليوم التى نتكلم عنها هى باولا للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندى ..
تبدأ الرواية والتى هى جزء من حياة الكاتبة ذاتها بفاجعة وتنتهى بفاجعة أيضاً لكن هذا لايعنى ان الرواية بمجملها رواية مأساوية الهدف منها دفع القارئ لذرف الدموع بل فى اجزاء كثيرة منها تدفع القارئ للضحك والابتسامة ..
تبدأ الرواية بمعرفة الكاتبة التى كانت فى أوج تألقها ومجدها فى حفلة لتقديم روايتها (ال خطه الانهائية ) أن ابنتها الوحيدة باولا دخلت فى غيبوبة نتيجة مرض وراثى كان لديها وتفاقمت الحالة وامتدت الغيبوبة حتى انتهت بالفاجعة الأخرى وهى وفاتها ..
ولكن دعنا لانستبق الأحدث ونرجع إلى ساعة معرفة الكاتبة بغيبوبة أبنتها ..
كأى أم مكلومة ظلت بجوار ابنتها فى مستشفى فى أسبانيا تتمنى أن تسمع كلمة تثير الأطمئنان فى قلبها من الأطباء الذين يؤدى خطأ طبى منهم إلى دخول المريضة الحبيبة إلى حالة بين الموت والحياة  لا خروج منها وهنا تكتشف الأم بنفسها أن ابنتها لو خرجت من هذه الحالة  لن تتذكر أى شئ عن تاريخها وحياتها ولذلك تقرر أن تحكى لها تاريخ أسرتها منذ الجدود علهم يعينوها بذكرياتهم على تحمل هذا الألام كلها ..
هنا تبدأ الرواية لتحكى لنا عن جدها الذى تربت فى كنفه وجدتها التى كانت تمتلك او تظن انها تمتلك موهبة قراءة الأفكار والتكهن بالمستقبل وأمها التى ظنت أنها وجدت الحب لتكتشف أنها تزوجت مقامر لا يعى المسئولية وتركها مع أولادها فى البيرو حيث كان يعمل دبلوماسياً بعد فضيحة مدوية .. وزوج أمها الذى احتضنها مع أخوتها وطاف العالم بهم حيث كان يعمل دبلوماسى أيضاً أثناء حكم سيلفادور الليندى قبل الأنقلاب العسكرى عليه وقتله فى قصره والذى كان أحد أقارب الكاتبة مما جعلها على صلة ومعرفة بكثير من الأحداث فى هذة الأونة المتشابكة فى تاريخ التشيلى ..
الرواية تحمل قصة التشيلى ذاتها وروحها والاختلافات العرقية بداخلها ونرى ذلك حين تتزوج إيزابيل الليندى نفسها زوجها الأول ذو الأصول الأنجليزية والذى عاش هو واجيال سابقه له فى التشيلى وظلوا متمسكين بأصولهم واعتبار انجلترا هى موطنهم الأساسى ..
ونرى فى الرواية العلاقة التى تجمعها مع ابنتها .. علاقة متأرجحه بين الأمومة والصداقة ونرى فيها الابنه وهى تأخد موقع الأم وتعينها وترشدها فى فترات تخبطها وتساعدها حتى تجد نفسها وتبدأ كتابة روايتها الأولى .. وهذه العلاقة القوية هى التى جعلت مأساة إيزابيل فى مرض ابنتها وموتها أشد وأقوى ..
وفى الجزء الأخير من الرواية نرى الأم بعد ماسلمت أن المشافى لم تعد ذات فائدة لأبنتها وأنها فقط فى أنتظار الموت وقررت أن تراعاها فى منزلتها لتعود طفلة صغيرة غير قادرة على رعاية نفسها فى كنف الأم التى فقدت رونقها وأجزاء من روحها مع كل يوم من أيام مرض أبنتها ..
الرواية تحتوى على الكثير من الخيوط والشخصيات فى هذا القبيلة التشيلية التى تحيا فى أمريكا مع الأم وحولها .. وكذلك نجد زوج باولا أرنستو الذى فقد عروسه وتؤام روحه ..
وتنتهى الأحداث بوفاة باولا فى تجمع عائلى بعد أحساس أمها ان ساعاتها على الأرض باتت معدودة فلمت شمل العائلة المتناثرة ليكونوا فى حفل توديع باولا ويتذكروا على فراش موتها اجمل اللحظات معها ..
المقال الاصلي: اضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق