فالنتاين وفالنتاين ..

نفتح صندوق الذكريات ..
فى الأيام الغابرة كان عيد الحب مناسبة ذات شأن عظيم لكى ولحبيبيك كانت تتضمن هدية مغلفة بشرائط حمراء اللون أو وردية على أقل تقدير وزهور ونزهه رومانسية وكان يتفنن قبلها فى ابهارك بما سوف تفعلان سوياً فى الفالنتين السعيد ..
وكانت من قواعد الفالنتين الخالدة أن تتبارى مع صديقاتك فى الهدايا التى أحضرها لكى خاطبك ومدى روعتها وتفردها التى تدل على تفكيره الدائم بكى وبكل مايرضيكى ويسعدك ..
أغلقى الان صندوق الذكريات ولنرجع إلى وقتنا الحاضر..
من المؤكد أنك تذكرتى عيد الحب قبله بعدة أيام وأخذتى تفكرى هل ستحتفلى أنت وزوجك هذا العام أم لا خصوصا لو كان العيد الأول بعد الزواج وذكريات الأعياد السابقة لازلت حاضرة..
دعينى أفكر معك ..
أول مافكرتى به إن كان لديك طفل أو طفلة ماذا سأفعل به إذا أردت الخروج فى نزهه هل سأخذه معى ؟هل أتركه مع أحد ما ؟.. وإذا قررتى أن تأخذيه معك ستفكرين أين سأذهب؟ .. يجب أن يكون مكان مغلق حتى لا يبرد .. ومكان مجهز بحيث أستطيع أن أغير له حفاضاته .. وطبعا السينما اختيار مرفوض من الأساس فالظلمة سوف تزعج الطفل وبكاءه سوف يزعج باقى المشاهدين وفرصة طردك عالية جداً خصوصا أن السينما سوف تمتلئ بالأزواج السعيدة التى ذهبت لتحتفل ..
ماذا لو ذهبتى مطعم؟ .. لكن يفضل ألايكون مطعم فاخر هادئ رومانسى وإلا سوف تكونين ملفته للنظر بشدة بطفلك الباكى الذى يشد الأطباق ويجلس فوق المائدة ..
ويجب أن تنتهى نزهة الفلانيتين السعيدة فى وقت مبكر حتى لا يأتى موعد نوم الطفل وبالتالى يعتل مزاجه ويبدأ فى الصياح ..
وماذا سأرتدى ؟...
امممممممم يجب ألا ارتدى حذائى ذو الكعب العالى قد أتعثر وأنا احمل الطفل .. أو أرتدى الطاقم الأسود فأى بقعه من غذاء الطفل سوف تكون ظاهره .. زوج من الجينز والحذاء الرياضى سوف يكون خيار امن جدا ..
وتنتهى بأنك فكرتى بكل شئ اخر سوى رومانسية المناسبة أو زوجك أو الأحتفال ..
وأن من الافضل ان تعدى كعكه وتأكليها انت وزوجك وطفلك فى امان فى المنزل وكل عيد حب وانتى فى البيت..
المقال الاصلي: اضغط هنا 

باولا الألم الذي لم شمل الأحباب

رواية اليوم التى نتكلم عنها هى باولا للكاتبة التشيلية إيزابيل الليندى ..
تبدأ الرواية والتى هى جزء من حياة الكاتبة ذاتها بفاجعة وتنتهى بفاجعة أيضاً لكن هذا لايعنى ان الرواية بمجملها رواية مأساوية الهدف منها دفع القارئ لذرف الدموع بل فى اجزاء كثيرة منها تدفع القارئ للضحك والابتسامة ..
تبدأ الرواية بمعرفة الكاتبة التى كانت فى أوج تألقها ومجدها فى حفلة لتقديم روايتها (ال خطه الانهائية ) أن ابنتها الوحيدة باولا دخلت فى غيبوبة نتيجة مرض وراثى كان لديها وتفاقمت الحالة وامتدت الغيبوبة حتى انتهت بالفاجعة الأخرى وهى وفاتها ..
ولكن دعنا لانستبق الأحدث ونرجع إلى ساعة معرفة الكاتبة بغيبوبة أبنتها ..
كأى أم مكلومة ظلت بجوار ابنتها فى مستشفى فى أسبانيا تتمنى أن تسمع كلمة تثير الأطمئنان فى قلبها من الأطباء الذين يؤدى خطأ طبى منهم إلى دخول المريضة الحبيبة إلى حالة بين الموت والحياة  لا خروج منها وهنا تكتشف الأم بنفسها أن ابنتها لو خرجت من هذه الحالة  لن تتذكر أى شئ عن تاريخها وحياتها ولذلك تقرر أن تحكى لها تاريخ أسرتها منذ الجدود علهم يعينوها بذكرياتهم على تحمل هذا الألام كلها ..
هنا تبدأ الرواية لتحكى لنا عن جدها الذى تربت فى كنفه وجدتها التى كانت تمتلك او تظن انها تمتلك موهبة قراءة الأفكار والتكهن بالمستقبل وأمها التى ظنت أنها وجدت الحب لتكتشف أنها تزوجت مقامر لا يعى المسئولية وتركها مع أولادها فى البيرو حيث كان يعمل دبلوماسياً بعد فضيحة مدوية .. وزوج أمها الذى احتضنها مع أخوتها وطاف العالم بهم حيث كان يعمل دبلوماسى أيضاً أثناء حكم سيلفادور الليندى قبل الأنقلاب العسكرى عليه وقتله فى قصره والذى كان أحد أقارب الكاتبة مما جعلها على صلة ومعرفة بكثير من الأحداث فى هذة الأونة المتشابكة فى تاريخ التشيلى ..
الرواية تحمل قصة التشيلى ذاتها وروحها والاختلافات العرقية بداخلها ونرى ذلك حين تتزوج إيزابيل الليندى نفسها زوجها الأول ذو الأصول الأنجليزية والذى عاش هو واجيال سابقه له فى التشيلى وظلوا متمسكين بأصولهم واعتبار انجلترا هى موطنهم الأساسى ..
ونرى فى الرواية العلاقة التى تجمعها مع ابنتها .. علاقة متأرجحه بين الأمومة والصداقة ونرى فيها الابنه وهى تأخد موقع الأم وتعينها وترشدها فى فترات تخبطها وتساعدها حتى تجد نفسها وتبدأ كتابة روايتها الأولى .. وهذه العلاقة القوية هى التى جعلت مأساة إيزابيل فى مرض ابنتها وموتها أشد وأقوى ..
وفى الجزء الأخير من الرواية نرى الأم بعد ماسلمت أن المشافى لم تعد ذات فائدة لأبنتها وأنها فقط فى أنتظار الموت وقررت أن تراعاها فى منزلتها لتعود طفلة صغيرة غير قادرة على رعاية نفسها فى كنف الأم التى فقدت رونقها وأجزاء من روحها مع كل يوم من أيام مرض أبنتها ..
الرواية تحتوى على الكثير من الخيوط والشخصيات فى هذا القبيلة التشيلية التى تحيا فى أمريكا مع الأم وحولها .. وكذلك نجد زوج باولا أرنستو الذى فقد عروسه وتؤام روحه ..
وتنتهى الأحداث بوفاة باولا فى تجمع عائلى بعد أحساس أمها ان ساعاتها على الأرض باتت معدودة فلمت شمل العائلة المتناثرة ليكونوا فى حفل توديع باولا ويتذكروا على فراش موتها اجمل اللحظات معها ..
المقال الاصلي: اضغط هنا 

عزيزتي الزوجة



عزيزتى الزوجة .. فريسة الاكتئاب  والصداع المزمن .. مدمنة الطعام فى أوقات .. ومنقطعة عن الطعام فى أوقات أخرى ..
أحب أن أطمئنك .. لسك وحدك ..
هذا حال بنات جيل .. ارتفعت امالهن أن يكن غير أمهاتهن وتكسرت هذه الامال على صخرة الواقع ..
كنا نظن أن أختيار الزوج هو المشكلة الوحيدة وأنك إذا أخترتى الزوج المناسب الذى يعاملك بادمية كشخص مستقل له اراء واهداف وامان مختلفة ستكون حياتك بعد الزواج كما تتمنين ..
لكننا نسينا أننا اخترنا الزوج المناسب لكن لم نختر المجتمع المناسب .. المجتمع الذى أعادك إلى نقطة الصفر مرة أخرى ..
كنت عندما تتخيلين نفسك قبل الزواج تشعرى انك ستكونى سوبر زوجة وسوبر أم التى تراعى بيتها وابنأئها وعملها وتظل كما هى بنفس الهوايات و الأشياء الحبيبة التى تكملك وتشعرك أنك أنت كما تعرفينها ..
ثم أتت لحظة الحقيقة .. أنك لاتستطيعى أن تكونى كل هذه الأشياء فى ذات الوقت .. فلا اليوم بساعاته المحدودة ولا أحتياجات من حولك من المعتمدين عليك تسمح بهذا ولا حتى سعتك النفسية التى تقل وتقل مع مرور الوقت وأحساسك أنك تفقدى أجزاء من نفسك لا تستطيعين مجابهة الحياة من دونها ..
وأنت الان فى عمل لاتستطيعين أخذ أجازة عارضة منه لتستريحى يوم أو يومين أو بضع ساعات بل هو عمل ممتد كل ساعات النهار والليل أيضاً ..خصوصا لو كنتى أم جديدة ..
والعمل ؟ ..
هل المفترض بكلماتى هذه أن ادعوكى للأنتحار سوياً ؟..
لا ..
ليس هذا هو الحل فأنت كما تعلمين ليس لديك وقت للأنتحار اصلاً .. نحمد الله أن لديك الوقت لتقرئى هذا الكلمات ..
الحل فى رأى أن نبدأ أنا وانت فى تحليل اجزاء حياتنا جزء جزء .. وترتيب اولوياتنا من البداية .. فليس من المنطقى أن يأخذ كل شخص فى حياتك جزء من وقتك عدا انت !
ولا من المنطقى إيضا أن أخبرك أن تهملى زوجك وبيتك وأولادك لتتنزهى مع صديقاتك أو تسمعى أغنية تحبينها ..
يجب أن نفعل معا كما تفعل الشركات الخاسرة الموشكة على الأفلاس وأعذرينى فى التعبير فأنت بالفعل أوشكتى على الأفلاس عاطفياً ومعنوياً وجسدياً..
ماذا تفعل هذه الشركات ؟ أنها تعيد هيكلة اجزائها وأقسامها المختلفة .. ترتب أولوياتها تتخلص من الأقسام الغير مفيدة وتوزع الميزانية على الأقسام الأخرى ذات الفائدة ..
فهيا معاَ نعيد هيكلة حياتنا لنعرف ماذا فى حياتنا يستحق اهتمامنا؟ وماذا لايستحق سوى الأهمال؟ ..
ولنا فى هذا حديث أخر ..
للمقال الاصلي: اضغط هنا