كشف حساب ..

بمناسبة عيد ميلادى الذى أقترب أكثر من اللازم من الثلاثين المرعبة دار بينى وبين نفسى حوار قد يهم كثير من فتيات جيلى ..
إلى ماذا وصلتى ؟ هل حققتى أحلامك التى حلمتى بها حين كنت فى العشرين ؟
ففى سن العشرين نكون على عتبة الحياة نحلم الكثير من الأحلام ونشعر أن كلها فى متناولنا وبعد عشر سنوات وحين يأتى وقت كشف الحساب نصاب بالأحباط ..
ولكن وهذا مافكرت به بالأمس أن الأهم من أكون حققت كل حلم حلمت به فى العشرينات أن أكون سعيدة فى الثلاثينات ..
فمن الممكن أن أكون حققت كل ماأحلم به وفى النهاية أجد نفسى غير سعيدة وراضية عما وصلت إليه .. فأنا أختلفت خلال تلك السنوات وأختلفت أولوياتى ..
أعترف أنى ربة منزل لا أعمل حالياً .. إن جئتنى من عشر سنوات وقلت لى هذا لكنت ذهلت من هذة النتيجة .. فأنا التى أخترت كلية بعيدة كل البعد عن ميولى فقط لأنها أسهل فى إيجاد عمل و أضعت عامين إضافيين فى دراسات عليا لم أستفد منها شيئاً فقط لأسهل إيجادى الوظيفة ها أنا بلا عمل !!!
طبعا نتيجة مثيرة للأحباط .. لكن سألت نفس سؤال هل لو كنت أعمل حالياً سأكون أسعد ؟
أغمضت عينى وتخيلت .. حياتى وأنا أستيقظ من نومى مبكراً لأضع ابنتى فى حضانة وأنا اتمنى ألا أتاخر فى العمل كثيراً عليها .. قلبى ينقبض وأنا أوقظها من النوم قبل موعدها بساعات وأتركها لساعات طويلة فى رعاية أغراب عنها مهما تفانوا فى رعايتها من المؤكد أنها لن تكون مثل رعايتى أنا .. ثم ذهابى إلى عمل ما أن أتممت تلاث شهور به حتى اتقنته وصار بالنسبة لى روتين الروتين لا يوجد فيه أى إبداع (أنا هنا أتكلم من سابق خبرتى فى العمل لسنوات قبل الزواج) ثم أنتهى من عملى إلى المنزل وابدأ فى واجباتى من طبخ وتنظيف ورعاية ابنتى لما تبقى من اليوم ..
طبعا أنا لست ضد عمل المرأه قبل الزواج لكن رحم الله امرؤ عرف قدر نفسه .. أنا أتكلم هنا عن حياتى أنا التى قد تتشابه أو تختلف عن حياة القارئة ..
نرجع إلى المشهد السابق .. هل أنا فى هذه الحالة سعيدة ؟  هل نظرتى لنفسى سوف تكون أكثر أحتراماً ؟
أكتشفت أنى أحمل نفسى دوماً أعباء أضافية بسبب وجهة نظرى الضيقة ..
أثناء عملى فى السابق كانت امنيتى الوحيدة أن أجد بضع ساعات لنفسى أقضيها فى القراءه ، الكتابة ، مشاهدة فيلم أحبه أى عمل اخر يضفى عليها السعادة .. وحين توفر لدى بعض الوقت لفعل كل هذه الأشياء أخذت ألوم نفسى لأنى لا أعمل !!
أكتشفت أنى فى الوقت الحالى سعيدة بحياتى كما هى ولا داعى للشعور الدائم بالذنب لأن حياتى لا تتوافق مع أحلامى السابقه ..
يتكرر الذى حدث مع موضوع العمل فى عدة مواضيع أخرى لا داعى لتفصيلها كلها .. لكن أدعوكى صديقتى القارئة لتترفقى بنفسك قبل أن تحكمى على نفسك بالفشل أو تصابى بالأحباط .. فليس معنى أنك لم تحققى ما حلمتى به من عشرسنوات  أو تخيلتيه أنك ضللتى طريقك نحو المستقبل ..
وإلى لقاء بعد عشر سنوات فى كشف حساب أخر ..
لينك المقال الاصلي: اضغط هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق