أحببتك أكثر مما ينبغي..



الرواية التي نتكلم عنها اليوم هي "أحببتك أكثر مما ينبغي"، للكاتبة أثير عبد الله النشمي وهي روائية من المملكة العربية السعودية.. ولا أكتب عن الرواية لقيمتها الأدبية العالية أو كمية الفن الراقي التي تحتويها، فالرواية متوسطة المستوى وتتضارب حولها الآراء بشدة، من محبين ومعجبين، وكارهين ساخطين على الرواية والكاتبة.
يجب عند قراءة الرواية أن نضع في الاعتبار جنسية الكاتبة، التي أتت من مجتمع منغلق، الحب يدور فيه في السر ويعامل معاملة الفضيحة، وكذلك هذا يؤثر على لغة الكتابة حيث نجد أن الحوار باللغة العامية السعودية التي تحتوي على كثير من المصطلحات التي يصعب على غير ساكني الخليج أن يفهموها.
الذي يعنيني من هذه الرواية التي قرأتها بمحض الصدفة هو فكرتها، التي تدور حول فتاة مبتعثة إلى كندا لإكمال دراستها، وتقع في حب زميل لها يكبرها بعشر سنوات.
قصة حب قاسية جدًا بين حبيبة حنونة ترى في حبيبها الكمال، وحبيب يرى أن كل شيء من حقه في الحياه الحب واللهو وكل نساء العالم.
الذي لفت انتباهي كمية التحكمات والإهانات المتتالية التي يوجهها البطل عزيز إلى البطلة جومانة، وهي تتلقاها عن طيب خاطر كأنه حق مكتسب له.. فهي شخصيًا تعتبر ملكة، كما يقول لها دومًا.
فحين تطلب منه أن يدلل على حبه لها يقول "أعدك أن تكوني لي"، دون أن يعدها أن يكون هو أيضًا لها، فهو فقط من له حق الامتلاك.
أثارت الرواية تفكيري. هل هناك قصص حب مثل التي في الرواية؟ أم أن هذا فقط متعلق بهذا المجتمع المنغلق على نفسه؟
ثم تتالى على ذاكرتي العديد من قصص الحب هنا في مجتمعنا المصري، الذي يعتبر منفتحًا بالنسبة إلى المجتمعات الخليجية.
ففي مفهومنا الشرقي، ولدى العديد من الفتيات، إن لم يكن حبيبها يتحكم بها ويغار عليها من كل من هب ودب يكون إما لا يحبها وإما ليس رجلًا بمفهومهم الخاص عن الرجولة.
وبالطبع الرجل لن يترفع عن التحكم في حبيبته.. فهذا أيضًا مفهومه عن الحب، فيجب أن يحاسبها عمّن كلّمها ومن رآها ومن ترى، ومن الممكن أن يحكم عليها أن تمتنع عن أشياء صرّح بها أهلها وهي توافق راضية صاغرة سعيدة بمدى محبة وغيرة محبوبها عليها واهتمامه الشديد بها.
بل في بعض الأحيان نجد الشاب ينعت محبوبته بأقبح الألفاظ، بل ومن الممكن أن يضربها، والذي أقوله ليس ضربًا من المبالغة، بل هو حقيقة بالفعل سمعتها ورأيتها بعيني.
ولنتساءل ما هو سبب هذا التفكير المريض؟ هل هو المجتمع؟ أم هو تراث من العادات والأفكار التي ترسخت في الوجدان الجمعي حتى لو نبذها المجتمع تظل فيها؟ أم هو رغبة ماسوشية لدى المرأة التي تحب أن تتعذب على يد حبيبها وتجعلها سجينة تعشق السجان؟
للمقال الاصلي : أحببتك أكثر مما ينبغي..